ارتباك أميركي بين المطالبات بوقف إطلاق النار و الالتزام بتغطية جرائم الكيان

ارتباك أميركي بين المطالبات بوقف إطلاق النار و الالتزام بتغطية جرائم الكيان

الاحتلال يعترف بفشله في العمليات البرية عبر التهديد النووي ومزيد من المجازر

تصاعد المواجهة جنوبا مع استهداف المدنيين والمقاومة ترد بقصف المستوطنات

كتب المحرر السياسي

شكلت جولة وزير الخارجية الأميركية الإقليمية أنتوني بلينكن، تعبيرا دقيقا عن المأزق الذي تعيشه السياسة الخارجية الأميركية، بعد وبلوغها الطريق المسدود في رهانها على نجاح جيش الاحتلال بالفوز في الحرب البرية التي يخوضها في غزة بوجه المقاومة، وتقديم الغطاء للفوز بهذه المعركة لأبشع الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال، والتي تسببت بإطلاق موجة من الغضب في كل عواصم العالم الغربية منها والعربية، حيث سجلت واشنطن وباريس ولندن أضخم التظاهرات التي عرفتها خلال عقود ماضية، وبدا أن الحكومات القائمة تفقد شرعيتها الشعبية، وأن ثمة حدود لقدرتها على مواصلة السير بالدعم الأعمى لسلوك وسياسات كيان الاحتلال، وقد وجد هذا المأزق تعبيراته في زيارته بلينكن للمنطقة، حيث كانت زيارة فاشلة بكل المعايير فعجز عن تغطية سياسة حكومته أمام أقرب الحلفاء العرب الذين اجتمعوا به في عمان، ووجدوا أنفسهم مضطرين أمام تفاقم الغضب الشعبي في شوارعهم، أنه يستحيل تحمل استمرار هذا الوضع دون وقف إطلاق نار وافراج فوري عن المساعدات الإنسانية، حيث الوضع في غزة ياقرب لحظة الانهيار الشامل والموت المحقق، و بلينكن يعلم أن هذا هو ما تطلبه الشوارع المتفجرة غضبا في عواصم الغرب أيضا، وبالتوازي فشل بلينكن في إقناع حكومة كيان الاحتلال بالكف عن منهجية القتل المفتوح والتدمير الشامل، وقد صارت هذه المنهجية بديلا وحيدا للتستر على الفشل الذريع في النجاح في الحرب البرية، وبدت واشنطن عالقة مع بلينكن بين ضغوط وقف اطلاق النار والتغطية العمياء التي منحتها وتمنحها لكيان الاحتلال.

الاحتلال الفاشل عسكريا، والذي تحول من جيش مقاتل إلى مجرد آلة عمياء للقتل واصل المجازر التي لا يمكن تحمل استمرارها بشريا و انسانيا واخلاقيا، لكن حكومة الكيان وقادة جيشه لا يأبهون لكل ذلك، بل أن أحد وزراء حكومة بنيامين نتنياهو الآتي بأصوات اليمين المتطرف، الذي شكل العلامة الفارقة في انتخابات الكنيست الأخيرة التي حملت نتنياهو إلى الحكم مجددا، دعا إلى استخدام السلاح النووي للتخلص من غزة، حيث قال وزير التراث عميحاي الياهو في حوار إذاعي أن إلقاء قنبلة نووية على غزة أحد الخيارات المطروحة، كاشفا ما يدور من نقاش في الغرف المغلقة للحكومة من جهة، وحجم المأزق الذي يواجهه الهجوم البري في غزة من جهة موازية، وإفلاس نظريات اليمين من الرهان على تسليح المستوطنين كبديل عن الجيش من جهة ثالثة، بعدما هرب المستوطنون من غلاف غزة وقالوا إنهم لن يعودوا مطلقا.

في جبهة الحدود اللبنانية تطور لافت، ربما يعبر أيضا عن المأزق الذي يواجهه جيش الاحتلال في التأقلم مع المعادلات التي فرضتها المقاومة خلال الأسابيع الأخيرة، حيث رد جيش الاحتلال على الهجمات التي تنفذها المقاومة ضد مواقعه باستهداف المدنيين مرتين يوم أمس، مرة باستهداف سيارة إسعاف عائدة لكشافة الرسالة ومرة ثانية باستهداف سيارة مدنية ما أدى لاستشهاد ثلاثة أطفال مع جدتهم، وقد ردت المقاومة بقصف مستوطنتي المطلة وكريات شمونة بالصواريخ، وهذا يحدث للمرة الأولى منذ بدء طوفان الأقصى وقيام المقاومة بفتح جبهة الحدود الجنوبية تضامنا مع غزة، وقالت مصادر عسكرية ان احتمال توسع دائرة التصعيد وارد إذا بقي الاحتلال يرد على استهداف مواقعه العسكرية، باستهداف المدنيين، مذكرة بما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن الاحتمالات المفتوحة في ضوء مراقبة سلوك الاحتلال في الجبهة الحدودية خصوصا تجاه المدنيين.

 

 

2023-11-06 | عدد القراءات 288