اليمن والعراق والكرامة العربية
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- اليمن والعراق ليسا الأردن ومصر، فإذا كان صحيحا أن العدوان على غزة تهديد لمفهوم الأمن الإقليمي الذي لا يستثني أحدا من تداعياته، فالصحيح اكثر ان اولى التداعيات هي على دول الجوار لفلسطين، وهي مصر والأردن وسورية ولبنان، وإذا كان مفهوما قيام لبنان وسورية يتحمل المسؤولية في مواجهة العدوان، فانه من غير المفهوم أن تتقدم العراق واليمن على مصر و الأردن في المواجهة.
- لا أحد يطالب الأردن ومصر بإلغاء الاتفاقيات مع كيان الاحتلال، علما أن هذا الطلب هو اضعف الايمان، ولا احد يطالب مصر والأردن بتحريك الجيوش على الحدود لنصرة غزة، علما أن هذا طلب طبيعي جدا في مثل الحال التي نحن فيها، وها هما لبنان وسورية كل بطريقته يقدم مساهمته في ارباك جيش الاحتلال واستنزافه واشغاله، ما يجبر جيش الاحتلال أن يبقى عيونه مفتوحة على موقع سورية كقاعدة محورية لقوى المقاومة أسلحتها وذخائرها، وموقع لبنان كفائض قوة ناري وقتالي يحسب له الف حساب.
- تستطيع الأردن ومصر فعل الكثير غير القتال وفسخ الاتفاقات، فبيد مصر فتح معبر رفح، والتلويح بإقفال قناة السويس أمام الملاحة الدولية غضبا واحتجاجا على الصمت العالمي تجاه المذبحة المفتوحة في غزة، و بيد الحكومة الأردنية التساهل مع الشباب الأردني الغاضب ليتمكن من الوصول الى اطول حدود عربية مع فلسطين المحتلة هي حدود الأردن، والتسبب بالذعر لقادة الكيان مما قد يحدث إذا ترك الوضع خارج الضبط والسيطرة على هذه الحدود.
- لم يحدث شيء من هذا، وحدث ان اليمن والعراق قررا المشاركة في أشغال واستنزاف جيش الاحتلال وتشتيت قدراته، سواء بالضغط على القواعد الأميركية بالنار من جانب المقاومة العراقية، أو باطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة من كل من المقاومة العراقية وأنصار الله من اليمن، وحدث أن اليمن كرر الأمر مرارا، وتصدت لصواريخه الأساطيل الأميركية، كما قال بيان أميركي عسكري علني، فرد اليمنيون باسقاط طائرة مسيرة اميركية اعترف بها الأميركي، وقام العراقيون بالرد على التهديدات الأميركية بالمزيد من العمليات، والتقت صواريخ اليمن والعراق في إيلات أكثر من مرة.
- المؤلم هو ما تتداوله تقارير غربية عن قيام الرادارات و شبكات الدفاع الجوي في مصر والأردن بمساعدة جيش الاحتلال بإسقاط الطائرات المسيرة والصواريخ الآتية من اليمن والعراق؟!
2023-11-10 | عدد القراءات 239