القمة العربية الإسلامية والرئيسين رئيسي والأسد التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل

القمة العربية الإسلامية والرئيسين رئيسي والأسد

التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل

- يتفاوت الحكم على نتائج القمة العربية الإسلامية حسب المقاييس الأخلاقي أو المقياس السياسي، والمقياس الأخلاقي مبدئي وفق معيار ما يجب أن يكون، والمقياس السياسي نسبي، مقارنة بما كان سيكون، لولا ثبات المقاومة وتحرك الشارع العربي.

- وفق المقياس الأخلاقي يكفي القول إن المثال الذي قدمته دول غير عربية وغير إسلامية مثل كولومبيا وبوليفيا وتشياي، قطعت علاقاتها بكيان الاحتلال و أغلقت سفاراته وطردت دبلوماسييه، بينما عواصم عربية وإسلامية تستضيف سفارات الكيان ودبلوماسييه، ما يكفي للحكم على القمة بالسقوط والفشل والوقوف دون الحد الأدنى المطلوب، فكيف اذا اضفنا ان القمة عبرت عن العجز عن استخدام سلاح المقاطعة الدبلوماسي والاقتصادي، ناهيك عن السؤال حول مبرر تكديس السلاح وبناء الجيوش.

- وفق المقياس السياسي يصير عدم السير بالمزيد من التطبيع مع كيان الاحتلال، خطوة ايجابية، ويصير الحديث عن فرض فتح المعابر بطولة، ويصير التمسك باعتبار فلسطين القضية المركزية للعرب والمسلمين انجازا، وتصبح القمة التي لم تقدم الغطاء لعدوان الاحتلال جيدة.

- في القمة كلمتان تعبران عن مقاربات تنتمي لمعسكر الشعوب، كلمة الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي التي شخصت المعركة حول غزة وأدوات الإسناد التي يمكن للقمة السير بها فورا، وأهمها قطع العلاقات الدبلوماسية مع كيان الاحتلال، ومقاطعته اقتصاديا، والتلويح بالاسلحة السياسية والاقتصادية لداعمي الكيان وفي مقدمتهم أميركا.

- كلمة الرئيس بشار الأسد كانت درسا في الاستراتيجية وقد ركزت على ثلاثة معادلات، الأولى أن القضية ليست غزة بل هي بفلسطين، وغزة فرع من أصل والأصل فلسطين، وقضية فلسطين لم تبدأ اليوم ولا المجازر ولا الاحتلال، فمنذ خمس وسبعين سنة ولد كيان الاحتلال على حساب فلسطين عبر المجازر والتهجير والاحتلال، والثانية أن قضية فلسطين ليست صراعا بين الفلسطينيين والعرب والمسلمين مع كيان الاحتلال، بل هي صراع مع مشروع الغرب الاستعماري وفي طليعته أميركا، ولولا الدعم الغربي لما خاض الكيان حروبه، ولما استطاع التمرد على القرارات الدولية، وما لم يمتلك العرب والمسلمون ارادة المواجهة مع المشروع الأميركي فلن يستطيعوا تحقيق تقدم في مواجهة الكيان، أما الثالثة فهي أنه في مواجهة الاحتلال لا حل إلا المقاومة، وقد ثبت ان المقاومة تنتصر وتنجز، والعرب والمسلمون إن أرادوا ترجمة جدية لالتزامهم بفلسطين فعليهم التعبير عن ذلك عبر التمسك بالمقاومة.

 

 

2023-11-12 | عدد القراءات 253