هل بلغت الحرب مرحلة التصعيد على الجبهة اللبنانية؟ نقاط على الحروف ناصر قنديل

هل بلغت الحرب مرحلة التصعيد على الجبهة اللبنانية؟
نقاط على الحروف
ناصر قنديل
- إذا وضعنا في كشف حساب منفصل المجازر اليومية التي يرتكبها جيش
الإحتلال بحق المدنيين، وخصوصا النساء والأطفال، ونجاحه في دفع الحالة
الإنسانية الى الانهيار كما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس،
فإن العملية البرية لجيش الاحتلال في غزة تدخل الشهر الثالث وهي تنتقل من
فشل إلى فشل على ثلاثة أصعدة، الأول هو إنجاز السيطرة المطلقة على أي
جغرافيا كافية لتشكيل قاعدة ارتكاز مريحة في كل قطاع غزة رغم مرور
ستين يوما من القتال، فشل في السيطرة على مدينة غزة وأحيائها الممتدة من
مخيم الشاطئ إلى حي الشجاعية، وفشل في السيطرة على جباليا ومخيمها،
رغم عمليات القصف التدميري وعمليات التوغل وهما نقاط ثقل الشمال، ولا
تزال المعارك الضارية تدور في كل منهما والصواريخ تطلق على تل أبيب
منهما، والحال في خان يونس التي يحاول السيطرة عليها أسوأ بكثير.
- الفشل أشد وضوحا أيضا في العنوانين المعلنين للعملية البرية وهما، اجتثاث
حماس واطلاق الأسرى، وقد توسع انتشار جيش الاحتلال على خطوط
طولية وعرضية والثقافية بين المدن والبلدات والمخيمات والأحياء تزيد
بمجموعها عن ألف كيلومتر، حولتها المقاومة الى خطوط تختار منها أفصل
نقاط الضعف و الخواصر الرخوة كي تهاجم وتضرب، وحيث تجمعت آلياته
وحشود جنوده صار طعما لقذائف الهاون، وحيث توزع صار هدفا
لمجموعات القذائف الصاروخية والرشاشات، والحصيلة واضحة، أن زمام
المبادرة في الميدان للمقاومة، وأن النزيف في جسد جيش الاحتلال بأضعاف
مضاعفة لما يعلن، وقدرة الاحتمال النفسي قبل أي شيء آخر تتآكل بسبب
الفشل و ضراوة القتال، وفي ملف الأسرى الفشل مضاعف حيث تتسبب
عمليات القصف من جهة ومحاولات اقتحام أماكن احتجاز بعض الأسرى من
جهة مقابلة، الى قتل هؤلاء الأسرى بدلا من تحريرهم.

- على جبهاته الأخرى لا يملك جيش الاحتلال قدرة تحقيق انجاز، وقد فعل
سقف ما يستطيع فعله في الضفة الغربية، وإذا ارتضى معادلة المواجهة
الراهنة على جبهة لبنان فهو في قلب حرب استنزاف يخسر فيها مهابته
وجنوده وثقة مستوطنيه، ورغم التكتم على حجم الخسائر فما أعلنته
مستشفيات المنطقة عن استقبال مئات الإصابات منها مئتي اصابة خطيرة يدل
على حجم ما تحققه المقاومة على هذه الجبهة من إنجاز، وما قاله وزير
الحرب في حكومة الاحتلال يوآف غالانت يصف الوضع بشكل دقيق،
"حربنا لا مفر منها وإن لم نحقق الانتصار فلن تكون لنا حياة في هذه
المنطقة"، وما دامت الحرب على غزة تتحول الى حرب استنزاف وحرب
جنوب لبنان كذلك، والجبهتان مترابطتان، ووقف النار من بوابة غزة هزيمة،
بينما وقف النار من بوابة لبنان نصف هزيمة، وقابل للتصوير كنصف
انتصار، والاحتكام الى فائض القوة الناري والجوي تحديدا في غزة استنفد
قدراته وهو عبء ثقيل لانه قتل للمدنيين من طرف واحد، انقلاب الرأي العام
العالمي والغربي خصوصا والأميركي بالأخص خير دليل، والوقت عامل
استنزاف أيضا، بينما استخدام فائض القوة النارية والجوية تحديدا في مواجهة
لبنان يستدرج فائض قوة مواز، وربما يخلق توازنا سياسيا ويتيح الادعاء بأن
كيان الاحتلال يتعرض لحرب إبادة، بما يفتح الباب لتحقيق نسبة من التوازن
في الرأي العام العالمي، ووربما يتيح الفرصة لاعادة توحيد الداخل
الاسرائيلي تحت شعار مواجهة الخطر الوجودي، وعندها لا مانع من وقف
اطلاق نار شامل تصبح فيه غزة جزءا من كل، ما دام البديل هو الهزيمة
البائنة.
- يطرح قادة الكيان هذا الخيار أمام حلفائهم الغربيين وخصوصا الأميركيين،
الذين فشلوا بنظر قادة الكيان في إثبات فعالية الردع الذي تعهدوا به في بداية
الحرب، وقد فشلوا على جبهة لبنان، وفشلوا على جبهة اليمن والبحر الأحمر،
وفشلوا حتى في تجنيب قواعدهم العسكرية في العراق وسورية خطر
الاستهداف، وهكذا تتحرك واشنطن وتحرك معها باريس، وربما عواصم
عربية، لشراء نصر لجيش الاحتلال على جبهة لبنان دون قتال عبر وهم

فعالية الضغط التلويح والتهديد، لكن المقاومة التي تقرأ ماذا يدور في عقول
قادة الكيان كما يقرأ المرء الخطوط على كف يده، تعرف ان اللحظة الحرجة
تقترب، وقد أعلنت بلسان قائدها السيد حسن نصرالله أن كل الاحتمالات
مفتوحة، وأن كل الخيارات مطروحة وفي أي وقت، والعين على الميدان،
خصوصا ما يجري في غزة وسلوك الاحتلال تجاه جبهة لبنان، والمقاومة لن
تتوقف الا بضمان وقف العدوان وانتصار المقاومة بعنوان حركة حماس.
- كل

2023-12-09 | عدد القراءات 233