محور المقاومة على توقيت غزة وإعلان اليمن يضع الحرب أمام خيارات فاصلة/ 5000 جريح منهم 4000 بين حال خطر ومعاق كلفة الحرب وفق «أحرونوت» / إضراب عالميّ شامل لنصرة غزة اليوم… والحكومة اللبنانيّة أول العرب

كتب المحرّر السياسيّ
شهد كل من يومي السبت والأحد نقلة نوعيّة في أداء قوى محور المقاومة، بصورة تنقل مسار الحرب الدائرة والتحدّيات التي تطرحها إلى مرحلة فاصلة، فقد ظهر أن المقاومة في غزّة وعلى رأسها قوات القسّام وسرايا القدس قد أعدّت للمواجهة في خان يونس لتكون ملحمة كاملة في المواجهة، وقرّرت جعلها الساعة الصفر لسائر محاور الاشتباك في شمال غزة وجنوبها، لتفتح النيران من كل اتجاه على جيش الاحتلال، فتحترق الدبابات بالعشرات ويُصاب الجنود والضباط بالمئات، ويظهر أن الجيش الذي اطمأن إلى سيطرته على مناطق في شمال غزة يواجه معارك ضارية فيها، من جباليا إلى بيت لهيا وبيت حانون وصولاً إلى الشجاعية وحي الشيخ رضوان ومخيم الشاطئ، ونظراً للتزامن الذي أعلن فيه اليمن الانتقال الى مرحلة منع السفن التجارية التي تتوجّه الى موانئ الكيان من عبور مضيق باب المندب، لم يكن تفسير التزامن بالصدفة، خصوصاً أن المقاومة العراقيّة سجلت أعلى عدد من الهجمات وأكثرها قوة على القواعد الأميركية، بينما كان واضحاً أن المقاومة على حدود لبنان الجنوبيّة ترفع منسوب التصعيد إلى الأعلى بقوة وسرعة، وتستهدف مناطق جديدة بأسلحة فتاكة، سجل بينها صاروخ البركان الرقم القياسيّ.
الهجوم المنسّق لأطراف محور المقاومة يشدّ الخناق على عنق الكيان ويضعه بين خياري وقف الحرب على غزة أو الذهاب الى رفع مستوى التصعيد نحو استدراج الحرب الإقليميّة أملاً بربط وقف النار بها، خصوصاً مع اللغة التي بات يركز عبرها قادة الكيان وجيشه على أن الوضع على جبهة لبنان لم يعد يطاق، وضمّ جبهة اليمن الى لائحة الأهداف ما لم يقُم الأميركيّون بالتصرّف المناسب لإنهاء التحدي اليمني. والأميركي نفسه عالق بين تمسكه بخيار عدم التصعيد وتحمّل سقوط الردع والمهابة، أو الاستجابة للتحدّي بالرد والتورط بحرب تجعل البحرين الأحمر والأبيض المتوسّط ساحات حرب لا تجارة وملاحة، وقد أصبحا الشريان الوحيد لحياة أوروبا وتجارتها وتزويدها بالطاقة.
الحرب تشدّ على خناق قادة الكيان عسكريّاً، عبر نتائج خسائره التي كشفت عنها صحيفة يديعوت أحرونوت، قبل أن تُلزمها سلطات الجيش بحذف التقرير الذي نشرته، والذي يقول إن الجيش خسر خمسة آلاف جريح، منهم 2000 معاق و2000 إصابة خطرة و100 مصاب بالعمى الدائم، والحرب تشدّ الخناق أيضاً عبر شارع عالميّ متفاعل مع البعد الإنسانيّ للحرب التي يرتكب فيها جيش الاحتلال حرب إبادة بحق الشعب الفلسطيني، وبعدما حقق الشارع العالمي إنجازاً سياسياً فرض حضوره في تصويت مجلس الأمن الدوليّ على مشروع قرار لوقف إطلاق النار، حوصرت فيه واشنطن لتصوّت وحيدة بالرفض عبر استخدام حق الفيتو، بينما انحازت دول تقف مع كيان الاحتلال الى التصويت مع المشروع تحت ضغط شوارعها، جاءت الخطوة اللاحقة للشارع المساند لغزة بالدعوة إلى إضراب عالميّ شامل لنصرة غزة. وقد سجلت الحكومة اللبنانية أول استجابة رسميّة عربيّة للدعوة التي تنفذ اليوم الاثنين.

 

وفيما أطلق نشطاء من مختلف أنحاء العالم الدعوة لإضراب عالميّ شامل اليوم للتضامن مع أهالي قطاع غزة في وجه العدوان الإسرائيلي والضغط على الحكومات من أجل التحرك لوقف المجازر الإسرائيلية، التزم لبنان شعباً وحكومة بهذا اليوم التضامنيّ فأعلن عن الإغلاق الرسمي في جميع المؤسّسات العامة والمدارس والجامعات والمصارف.
وأمس، اتسعت دائرة التصعيد في الجنوب وبرزت استباحة واسعة للأجواء نفذتها طائرات حربية إسرائيلية معادية من خلال تحليقها في سماء لبنان من الجنوب إلى الشمال مروراً بالعاصمة والجبل والبقاع.
أما على الحدود فقد قصفت قوات الاحتلال بعنف عدداً من البلدات. وأشارت معلومات من الجنوب، إلى استهداف منزل في كفركلا بقذيفتَين إسرائيليّتَين وشنّت المقاتلات الحربيّة الإسرائيليّة، عدواناً جوياً، استهدفت خلاله بصاروخ جو – أرض أحد المنازل في بلدة عيترون الحدوديّة، فيما شنّت المقاومة سلسلة هجمات من بينها هجوم جويّ بطائرات مسيّرة انقضاضيّة على مقرّ قيادة مستحدَث لجيش الاحتلال في القطاع الغربي.
وبعدما تعرّض برج مراقبة داخل موقع لـ”اليونيفيل” بالقرب من منطقة إبل القمح في جنوب لبنان لقصف أدّى إلى أضرار في هيكل البرج، شدد الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي على أن “أي استهداف لمواقع اليونيفيل وأي استخدام للمنطقة المجاورة لمواقعنا لشنّ هجمات عبر الخط الأزرق هو أمر غير مقبول، حيث تشكل الهجمات ضد المدنيين أو موظفي الأمم المتحدة انتهاكات للقانون الدولي”. وتابع: “إننا نذكّر الأطراف بالتزاماتها بحماية حفظة السلام وتجنّب تعريض الرجال والنساء الذين يعملون على استعادة الاستقرار للخطر”.

2023-12-11 | عدد القراءات 190