لا ترتيبات في غزة دون حماس

لم يعد يخطر في بال أحد أن نهاية الحرب الدائرة في قطاع غزة يمكن أن تنتهي وفقاً للصيغة التي أعلن عنها الرئيس الأميركيّ جو بايدن ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وجوهرها التخلّص من قوى المقاومة وتصفيتها، وعلى رأسها حركة حماس، وتأمين الإفراج عن الأسرى الذين يبقون على قيد الحياة من دون دفع ثمن مقابل بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ما يجري سياسياً وعسكرياً، وما يدور من نقاشات وما يُعلن من مواقف، يقول إن تحقيق أهداف الحرب كما أعلنت في اليوم الأول أصبح مستحيلاً، ويقول إن البحث انتقل إلى محاولة الالتفاف على حركات المقاومة من بوابة القول إن المقاومة وفي مقدّمتها حماس لا تقبل صيغة سياسيّة يمكن أن تشكل إطاراً لحل سياسيّ نهائيّ للصراع، وتتبنّى رؤية قوامها إنهاء الكيان وتحرير كامل تراب فلسطين، وأنها في ما يخصّ مستقبل غزة تتمسّك بسيطرتها على غزة وإدارتها عبر مؤسسات ترتبط بها مباشرة. ومن هنا يجري التداول بالسعي لتقديم مشروع يقوم على ضمّ غزة إلى سيطرة السلطة الفلسطينيّة، والقول لحماس إنها تستطيع أن تدير وجودها في ظل السلطة كما هو الحال في الضفة الغربية، وأن العالم الخارجي العربي والدولي بما فيه كيان الاحتلال يتعامل مع السلطة.
من هنا تأتي أهميّة كلمة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ليل أمس، وقد سجل اقتدار المقاومة ونجاحها بإفشال الحرب وأهدافها، وثبات الشعب الفلسطيني وراءها، ليستخلص أن نهاية الحرب باتت قريبة، ثم يُقدّم ثنائيّة سوف تحكم النقاش السياسيّ في المرحلة المقبلة. والثنائية هي من جهة أن حركة حماس منفتحة على أي مبادرات لإنهاء الحرب وترتيب البيت الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، بأفق سياسيّ يحقق للشعب الفلسطيني حقه ببناء دولته وعاصمتها القدس، ومن جهة ثانية أن كل رهان على ترتيبات في مسار القضية الفلسطينية ومستقبل غزة دون حماس هو وهم وسراب.
عملياً يقول هنيّة، لا ذريعة لكم بالحديث عن حوار دون حماس، ولا قدرة لكم على بلورة قرار دون حماس، دون التورّط في توضيح مضمون الأفق السياسي الذي تقبله حماس وحدود الدولة التي تتحدّث عنها، محتفظاً لحماس بحق قول نعم أو لا لما سوف يُعرض عليها، أو في مضمون الصيغة السياسية الجديدة للبيت الفلسطيني، سواء على مستوى منظمة التحرير الفلسطينية أو السلطة والحكومة والانتخابات.
المعادلة لا أفق لكل ترتيب بتجاهلنا، لن نتبرّع بطرح صيغ ومخارج، هاتوا ما عندكم لنسمع ونناقش، ولنا حق الفيتو.
حلو الفيتو!

التعليق السياسي

2023-12-14 | عدد القراءات 237