الكلام الأميركي عن القنابل الذكية…قنبلة غبية بامتياز
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- قالت واشنطن وفق تقارير استخبارية أن سبب المجازر التي يرتكبها جيش
الاحتلال في غزة يعود إلى أن القنابل التي يستخدمها ليست من نوع القنابل
الذكية، وهذا يعني أن القنابل سقطت بالخطأ في غير المواقع المقررة
للاستهداف فسقط الأطفال والنساء عن غير قصد شهداء، فهل هذا قابل
للتصديق؟
- تقوم الرواية الاسرائيلية الموازية لتبرير المجازر على أنها تستهدف مواقع
لمقاتلي حماس ومخابئ لقياداتها، ومستودعات أسلحتها، وان حماس والفصائل
الفلسطينية تستخدم المدنيين دروعا بشرية، فيقيم المقاتلون في مبان سكنية، و
يضعون أسلحتهم وقياداتهم بين المدنيين، ما يسبب الخسائر بين المدنيين.
- الفحص البسيط لأضخم المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال في العدوان
الأميركي الصهيوني على غزة، يدلنا انها تمت عبر استهداف المستشفيات بلا
استثناء والمدارس التابعة للانروا خصوصا بعدما تحولت الى مراكز لإيواء
النازحين.
- في واحدة مهمة من حالات الاستهداف التي طالت مجمع الشفاء الطبي قالت
تل أبيب أنها تستهدف المجمع لأنه مقر قيادة لحماس، وأن حماس حولت
المستشفيات والمدارس الى اماكن اخفاء قادتها وتخزين أسلحتها، وعرضت
فيديوهات تبين بسرعة انها ملفقة، لأكثر من مستشفى قامت بتدميره واستهدافه
لتقول أنه كان مقرا لقيادات ومجموعات حماس.
- سؤالان بسيطان، الأول عندما تقول اسرائيل انها تستهدف المدارس
والمستشفيات وتنجح بالاستهداف، فما هو لزوم الحديث عن القنابل الذكية،
والثاني عندما قالت اسرائيل ان المستشفيات هي أهداف لجيش الاحتلال لانها
تحولت الى مقرات قيادية لحماس، ووضعت مجمع الشفاء في رأس القائمة
الأم تشارك واشنطن بشخص الرئيس جو بايدن بالقول عبر الناطق بلسان
مجلس الأمن القومي جون كيربي على متن الطائرة الرئاسية (أن حركتي
«حماس» و«الجهاد» لديهما «مركز قيادة ومراقبة انطلاقاً من مستشفى
الشفاء» في قطاع غزة. وأن الولايات المتحدة تأكدت من هذا الأمر استناداً
إلى مصادرها الاستخباراتية الخاصة، لافتاً أيضاً إلى أن موقع المستشفى
يستخدم لتخزين الأسلحة).
- بعد سيطرة جيش الاحتلال على مجمع الشفاء وثبات بطلان الرواية
الإسرائيلية، التي قالت واشنطن إنها تحققت منها من مصادرها الاستخبارية،
خرست واشنطن، ولم تكلف نفسها عناء الاعتذار.
- الكلام الأميركي ليس إلا حجة لتبرئة الاحتلال من ارتكاب جرائم الحرب
وجرائم الابادة والجرائم بحق الإنسانية، وهذا الكلام هو المقبلة الغبية.
2023-12-17 | عدد القراءات 214