شرّ مطلق

تمامًا كمثل اللعبة المزوّدة ببطارية إنرجايزر التي تتحرك قدمًا وتظلّ تتحرك مع صوت يقول أنها تستمر بالحركة بلا انقطاع ولا تتوقف … ورغم أنها تقع بعد ذلك على الأرض ، ولا تستطيع الحركة ، إلّا ان الصوت المنبعث منها يستمر بالقول بأنها مستمرّة بالحركة بدون توقّف … هذا هو حال بيبي الكذاب … فلقد طفق في الماضي إعلام هذا الكيان والاعلام الغربي القائم على الأكاذيب يروّج لمقولة مضحكة … مفادها أن جيشهم القاتل هو أكثر جيوش العالم أخلاقية ً … وانطوت هذه الكذبة على الكثير من الناس في الغرب ، بسبب غياب أي سردية أخرى ، وبسبب السيطرة المطلقة الصهيونية على وسائط الاعلام المرئية والمسموعة … بعد طوفان الأقصى سقط الكيان على قفاه … ولم يعد قادرًا على الحركة ، فانكشف أمام العالم بصفته الجيش الذي لا يملك ذرة واحدة من الأخلاق ، وهو الجيش الذي يتقن فقط قتل الأطفال والنساء والتدمير العشوائي ، ويستمتع بقصف المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس … وحينما يجد نفسه وجهًا لوجه مع مقاتلي القسام أو مقاتلي حزب الله فإنه يطلق ساقيه للريح ، أو ينهار إلى الأرض ويجهش بالبكاء والعويل … ورغم انكشاف كل هذا بالصوت والصورة ، وبالاستعمال المحترف لوسائل التواصل الاجتماعي … إلا ان بيبي الكذاب يخرج علينا اليوم ليردد المقولة المزرية بأن جيشه هو الأكثر أخلاقًا في العالم … العالم يتغير بسرعة فائقة ، والأقنعة تتساقط ، والقيمية الغربية تتهاوى ، والمسلّمات التي شيّدت في الإعلام على مدى عقود تهشمت وظهر زيفها … وكل هذه المثالية وحقوق الانسان ، وحقوق الأطفال ، وحقوق المرأة ، وحرية التعبير ، والديموقراطية والشفافية ، كل هذا سقط بضربة واحدة ، ومعه سقط الجيش الذي لا يقهر ، والجيش الأكثر أخلاقية في العالم ، ومظلومية الكيان القاتل … لقد استفاق العالم ذات صباح قبل ثلاثة أشهر ونيّف على حقائق جديدة وعلى مفاهيم أخرى وعلى غرب بلا قيم وبلا أخلاق وبلا مثل ، وعلى كيان بشع جبان قاتل يكاد يبزّ حتى الشيطان في الخروج عن كل الأعراف وعن كل ما هو خير … تمامًا كما أطلق عليه سماحة الإمام موسى الصدر … شرّ مطلق .

سميح التايه 

 

2024-01-13 | عدد القراءات 72