سميح التايه: التمهيد

 

لقد سبق النكبة مرحلة طويلة من التمهيد لمولد الوحش … ما كان لهذا العقل الصهيوانجلوساكسوني ، والذي يتسم بالتعقيد المفرط والتحسّب الزائد ان يزجّ بمجاميعه المهاجرة من اصقاع الارض ، والتي أطلق عليها جزافًا صفة شعب ، ما كان له ان يزجّ بهم الى منطقة تنضح عداءً ، وترفض شعوبها هذا التغيير الديموغرافي ، والتي لن تلبث ان تدرك الابعاد الاستعمارية والتلمودية لهذا الإجراء ، ومن ثمّ اللجوء الى القوة لإحباطه … لذلك كان لا بد من القيام بمجموعة كبيرة من التغييرات الجيوسياسية لتمهيد المنطقة لتقبّل هذا القادم الجديد … قطّعت الأوصال جغرافيًا … بهدف خلق كيانات صغيرة غير قادرة على مواجهة هذه الصيرورة الآخذة في الحدوث … خلّقت الممالك السبعة تخليقاً … ست منها في الخليج ، والسابعة في شرق الأردن … لقد صير الى تأمين المنهبة العظمى للمستَخرَج المتدفق من باطن الارض ، والذي سيقوم لاحقاً بتشغيل آلة الاحتراق الداخلي في هذه الدابّة الجديدة ، والتي ستدبّ في كل مناحي الكرة الارضية ، وستدفّق الى جيوب الغرب ثروات لا نهاية لها ، كما ان هذا الاستحداث الديموغرافي الجغرافي سيتيح أيضاً حماية أطول حدود ، وبطريقة باتّة لهذا الكيان الجاري تكوينه بهدوء ومن خلال موجات الهجرة … الشعب الذي هو بلا أرض … الى الأرض التي سنضطرّها لكي تصبح بلا شعب … نصّبت العائلات المنتقاة بعناية على عروش هذه الممالك السبعة … وضمن هذا الخارج منتصراً في الحربين العالميتين هدفين استراتيجيين يمثلان انجازاً باهرًا للتحالف الصهيوانجلوساكسوني … النفط … وانشاء وتأمين وحماية الكيان اللقيط … وتولّت مذّاك هذه العائلات السبع ، القاعدة على العروش عنوةً ومن دون اختيار ، لا ديموقراطي ، ولا حتى اوتوقراطي ، حراسة الكنز والكيان ، مقابل العروش والمال والسطوة والسلطة … كان الديدن دائمًا ، وبالذات لما يتعلق بالكيان المفتعل … هو منع تدفق " الكريّات البيضاء " ، وهي في حالة الشعوب ، المقاتلين المجاهدين المتدفقين بالفطرة وبالسليقة من كل أرجاء الأمة … أمة الخير … لحماية الجسد الكلّي من هذا السرطان … فكان لازباً تأمين أطول حدود معه في شرق الأردن ، وفي الغرب تمكنوا بعد اتفاقية كامب ديفيد من تأمين هذه الجبهة أيضاً … ان علينا ان نكسر هذا الاحتجاز … علينا ان نطيح بالعوائق والحدود ، كيما تتجلى الإرادة الإلهية في تدفق الفطرة والطبيعة للإطاحة بهذه الكينونة النقيضة ، أولاً وقبل كل شيء … لللّه .

سميح التايه 

2024-01-28 | عدد القراءات 121