الوعد الصادق/ سميح التايه

وضوح رؤية ، وعقل صارم لا يلتبس عليه شيء ، وسرد للأحداث ولما وراء الأحداث جليّ واضح بائن ، وتشخيص للمشهد ببساطة السهل الممتنع ، ومقدّمات يتبعها استنتاجات تنضح منطقًا وعقلانيةً … وانسيابية حينما يستدعي الموقف هدوءاً وأريحيةً ، وعنفوان وزمجرة حينما يتطلب الأمر زجراً ونهيًا وتقريعًا … حار الأعداء قبل الأصدقاء في سبر أغوار أعماقه ، والتبسوا في تبيان كنه الذي ينتويه … فغدا ، ورغم كل السلاسة والبساطة التي يطالعنا بها ، لغزًا محيّراً و كابوساً مؤرّقاً لا يعتريه أي تردد أو تناقض ، واضح وضوح الشمس ، غامض غموض الإعصار … يمارس الحرب النفسية كما يتنفس ، ولا ينطق بحرف أو كلمة إلّا لتجد لها طريقًا كالسهم إلى قلب الخصم … يتناثرون كالضباع ، و يتحلّقون حول أجهزة التلفزة لمحاولة سبر أغوار ما ينطق به ، ويضربون أخماساً بأسداس وهم يحاولون ، بلا طائل ، استشراف ما هو مقدم عليه … يأتون الى سماع ما سيقول وبحوزتهم مئة سؤال وسؤال … وينفضّون بعد إطلالاته وفي جعبتهم آلاف الأسئلة بلا جواب وبلا استقراء … كلما حاولوا استدراك الكيفية التي يفكر بها ، ومعرفة ما يعتمل في دهاليز عقله ، تفاقم الأمر عليهم ، وازدادوا جهلًا على جهل ، وتشتتت بصائرهم ، واستفحل الضلال في تلافيف عقولهم … يتداعى أعوانهم ومرادفيهم من شياطين الغرب ليلقوا بأفاعيهم في محاولة لبث الخوف في نفسه فيلقي بعصاه ، وفي لحيظة ، تبتلع كل ثعابينهم وتتلاشى مؤامراتهم ، ويندثر مكرهم … يبعثون بإشارات ورسالات التهديد والوعيد ، فيقول لهم من طرف العين ، ومن سدّة العالم والعارف بما لديه وبما لديهم ، ومن عتبة الواثق المؤمن الماسك بزمام الامور … والآخذ بتلابيب الموقف … إرموا بما عندكم وصبّوا كيدكم وألقوا هولكم … فلن تجدونا إلّا صابرين واثقين محتسبين منتصرين … أعدكم بذلك .

سميح التايه 

 

2024-02-15 | عدد القراءات 92