ارتباك واشنطن وتل أبيب مع موجة تصعيد على جبهتي اليمن ولبنان بدأت ملامحها
فيتو أميركي يحبط وقف النار بمشروع جزائري …13 دولة مع وامتناع بريطاني
المساعدات تدخل الى شمال غزة بعد تلويح حماس بتعليق المفاوضات رغم التهديد
كتب المحرر السياسي
رغم الكلام الكثير عن معركة رفح وشروط خوضها والإفراط الإعلامي في التركيز عليها وما يدور حولها من نقاشات أميركية اسرائيلية، ليس من اثبات على جديتها، يبدو الاهتمام الأميركي بالارتباك الناشئ عن الفشل في تخفيض سقف التحديات التي تواجهها القوات البحرية الأميركية في البحر الأحمر، حيث ارتفعت العمليات ضد السفن المستهدفة من أنصار الله الى الضعف خلال الأسبوعين الأخيرين على إيقاع الغارات الأميركية البريطانية التي كان يفترض ان تؤدي الى خفض عمليات الاستهداف، وتؤكد قيادة أنصار الله أنها عازمة على المزيد من التصعيد تناسبا مع الإمعان الأميركي في منع كل جهد جدي لوقف الحرب على غزة وفك الحصار بما يسمح بدخول الحاجات الانسانية الأساسية التي يحتاجها السكان المحاصرون والجوعى الذي يعانون من فقدان كل شيء.
على الضفة الإسرائيلية رغم الحديث الكثير عن رفح، يبدو الارتباك الإسرائيلي في كيفية التعامل مع تهديدات حزب الله بموجة من التصعيد ترتسم ملامحها منذ خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والمعادلات الجديدة التي وضعها، مبشرا بأن استهدافات نوعية قادمة انتقاما لدماء المدنيين الذين قتلتهم الغارات الاسرائيلية وفق معادلة ثمن الدماء بالدماء، وقد بدت غارات الغازية التي استهدفت مواقع مدنية، وما رافقها من تصريحات اسرائيلية تعبيرا عن القلق من حدود وطبيعة التصعيد القادم.
بالتوازي استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) مرة أخرى ضد مشروع قرار جزائري في مجلس الأمن الدولي بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة، مما عرقل المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، وهذه هي المرة الثالثة التي تستخدم فيها واشنطن حق النقض منذ بدء هذه الحرب، وحظي القرار بتأييد 13 دولة عضوا في المجلس مع امتناع بريطانيا عن التصويت، ورأت مصادر دبلوماسية في نيويورك ان الفيتو الأميركي نفى كل التسريبات الأميركية السابقة عن مرونة تجاه صدور قرار لوقف النار عن مجلس الأمن، قد يعبر عنه امتناع أميركي عن التصويت بدلا من الفيتو، بما يؤكد أن قرار الحرب على غزة لا يزال قرار أميركيا رغم وقوف جيش الاحتلال في واجهة الحرب.
على جبهات القتال في غزة اعترف جيش الاحتلال بعشرات القتلى والجرحى في صفوف قواته في معارك غزة أمس، بينما كان ملفتا تراجع حكومة بنيامين نتنياهو أمام تلويح حركة حماس بتعليق المفاوضات، ما لم تصل المساعدات الانسانية الى شمال قطاع غزة، في ظل منع إسرائيلي لتوجه هذه المساعدات نحو شمال غزة منذ بدء الحرب، ويوم أمس كانت المرة الأولى التي دخلت فيها شاحنات الطحين التي ينتظرها سكان الشمال بفارغ الصبر في ظل حالة الجوع التي يعانون منها، وهو ما رأت فيه مصادر فلسطينية تعبيرا عن الموقف الاسرائيلي الحقيقي الذي لا يملك بديلا للتفاوض رغم الإنكار الاسرائيلي المستمر والنبرة العالية في التعامل مع ملف التفاوض وصولا الى التهديد بالعودة الى الحرب وبدء معركة رفح.
2024-02-21 | عدد القراءات 328