صباح القدس يا أنيس فلسطين، وأستاذ المقاومين، تدير أصول النقاش، وتحفر في النفوس عميقا أيها النقاش، كم نفتقدك هذه الأيام، عين ساهرة لا تنام، بوصلة حق لا تحيد، وترسم الطريق للقريب والبعيد

صباح القدس يا أنيس فلسطين، وأستاذ المقاومين، تدير أصول النقاش، وتحفر في النفوس عميقا أيها النقاش، كم نفتقدك هذه الأيام، عين ساهرة لا تنام، بوصلة حق لا تحيد، وترسم الطريق للقريب والبعيد، أيها الأستاذ في أكاديمية المقاومة، من علم السلاح والقتال بالأرواح إلى استشراف الأيام القادمة، أنت النقاء في مفهوم القيادة، وانت التقاء نصرة المظلوم بالسيادة، والمثال عن تحول الثورة إلى عبادة، وكيف تكون الفكرة الذهبية، نقيضا للمذهبية، وكيف تصاغ فلسفة الوجود، بالدفاع عن الحدود وبنفس الوقت ازالة الحدود، والطريق إلى تحول الإنسان، إلى ضمير ووجدان، وكيف يذوب الجسد، فتزول الغيرة ويزول الحسد، ويصير الانسان قيمة أخلاقية صافية، وتنكشف أمامه الحقائق الخافية، وهذا هو العارف، مالك المعارف، ليس في قاموسه مفهوم زائف، ولا مكان لخائف، لأنه الشجاعة، وقمة الإقدام، ونقطة التقاء المسيحية بالإسلام، والحرص على وحدة الثوار، ووحدة الأحرار، وكما بايع الإمام، بايع السيد، حيث التقدم الى الأمام، حيث لا معارض ومؤيد، وقال يا ثوار العالم اتحدوا، هذا هو القائد، مهما بحثتم فلن تجدوا، إلا فتات الموائد، أما ان اردتم طريقا للحرية والتحرر، فهنا مقاومة تفوق كل تصور، دائما مستعدة، وقد أعدت العدة، لساعة النزال، وشروط القتال، وقد كان الأنيس، أنيس الخنادق، لا يهمه ملك أو أمير أو رئيس، ولا يعترف بثوار الفنادق، يقيس كل شيء بالمحصلة، وفلسطين هي البوصلة، قريب ممن يقرتب منها، وبعيد عن كل من يبتعد عنها، فهي الشمس الساطعة، التي لا تحتاج الى مرافعة، وهي نقطة اللقاء والافتراق، تلهب مشاعر كل مشتاق، وهي آلة كشف الكذب والنفاق، والأنيس نموذج المثقف المشتبك، وفي ذكرى رحيله نستعيد فلسفة التشبيك، حيث الفكر لا يتوه ولا يرتبك، في الاستراتيجية والتكتيك، مثله نذكر اللواء بهجت سليمان، ونذكر نزار بنات، وكل من كان للحق عنوان، يقدم الحجة والإثبات، وباسل الأعرج، لكل معضلة حل ومخرج، هؤلاء أعلامنا، ورموز اعلامنا، كل واحد منهم رفيق واخ وصديق، بنورهم نستدل الطريق، ومعهم عرفنا معنى اليمن، وأهمية المضيق، وتوقعنا مستقبل الزمن، عندما يحدث الطوفان، ويحاصر الكيان، ويقترب الزوال، ويختم المقال.

#ناصر_قنديل

 

2024-02-23 | عدد القراءات 177