التعليق السياسي 28/2/2024

قوة الردع اليمنية

التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل

- مفهوم قوة الردع هو القدرة على امتلاك قوة يقيم لها الذين يفكرون بالحرب عليك حسابا يجعلهم يتمهلون كثيرا قبل التورط في هذه الحرب، وما يحدث بين اليمن وأميركا، في ضوء حجم الغضب الأميركي مما فعله اليمنيون، والعجز عن إيقافهم عبر خوض غمار مواجهة عن بعد، وتحدث الكثيرين عن الحاجة لخوض حرب لايقافهم، بينما يتصرف الأميركيون بتأن خشية التورط في حرب فاشلة، فيترددون ويتمهلون ويعيدون الحسابات ويدخلون الوسطاء، فهل يعني هذا وجود قوة ردع يمنية أم لا؟

- جاء الأميركيون الى المنطقة بأساطيلهم وحاملات طائراتهم والشعار مرفوع علنا، والرسائل بذات المضمون تصل عبر الوسطاء، لا تدخلوا على خط الحرب التي تشنها اسرائيل والا سوف تلحق بكم عواقب تحدي المشيئة الأميركية، وهي عواقب تقولها الأساطيل والحاملات، فوق اليمنيون تمادوا بفرض إرادتهم، وقالوا نحن سنقوم بمنع السفن الذاهبة الى موانئ كيان الاحتلال من عبور مضيق باب المندب نحو البحر الأحمر، ومن يعترض طريق إجراءات سيتلقى العواقب، والعواقب تقولها الصواريخ والطائرات المسيرة.

- عمليا رد اليمنيون على التهديد الأميركي بالتحدي، ورفض الانصياع للتهديد ومضى لهم شهور وهم يفعلون ذلك، ولم تفلح أميركا بفعل شيء يمنعهم من المضي مجددا الى التكرار، وهذا يعني سقوط قوة الردع الأميركية، وعندما حدد اليمنيون ما يريدونه في البحر الأحمر وقد ترجموا مرارا تهديداتهم لمن يحاول معاندة إجراءاتهم، واثبتوا قدرة ردعهم، الى درجة ان سفنا كثيرة تخلت طوعا عن العبور، وأخرى صارت تعرف عن نفسها بانها لا تحمل شيئا نحو موانئ كيان الاحتلال وانها ليست اسرائيلية ولا بريطانية ولا أميركية، في ترجمة ملموسة لمفهومقوة الدرع اليمنية.

- في البحر الأحمر ثبتت قوة الردع اليمنية وتراجعت قوة الردع الأميركية، وهكذا هي العلاقة بين الدول العظمى والتاريخ، بعضها يهبط لأن بعضها الآخر يصعد، وهذا حال اليمن وأميركا، الدولتان العظميان، وهما واقفتين وراء طرفي الحرب، اليمن وراء غزة، وأميركا وراء اسرائيل، هكذا تنتصر غزة وينتصر اليمن، وتفشل "اسرائيل" وتفشل أميركا.

 

2024-02-28 | عدد القراءات 133