اليمن والاحتمالات المفتوحة
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- عندما يتحدث القائد اليمني السيد عبد الملك الحوثي عن مفاجآت في جعبة اليمن سوف تظهر قريبا في ساحات المواجهة، فمن حق الغرب وواجبه ومعه كيان الاحتلال أن يقلقوا، لأن كلام على مستوى ما يمثل السيد الحوثي لا يقال انفعالا ولا خطابة حماسية، بل يقال لكي تصبح أفعالا، ولأن تاريخ السيد الحوثي وأنصار الله يقدم صورة لمصداقية جمع الاقوال بالافعال.
- الصحف الغربية بدأت بالتساؤل عن ماهية المفاجآت الكبرى، فطرحت عنوانين يقلقان الخبراء والمسؤولين في الغرب، الأول يتصل بأمن الطاقة واحتمال تصعيد العمل العسكري في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وبحر العرب وصولا الى مضيق هرمز بصورة تجعل تحرك ناقلات النفط بين الخليج وأوروبا محفوفا بالمخاطر، ما سوف يؤدي تلقائيا إلى دب الذعر في أسواق الطاقة والتسبب بأزمة أسعار سرعان ما تترك تأثيرات سريعة على السواق وصولا الى أعسار النفط والعملات والأسهم، في اقتصاد عالمي يعاني أعراض أزمة الطاقة منذ حرب أوكرانيا والعقوبات على روسيا وانعكاساتها على أسواق الطاقة، ويتوقع بعض الخبراء أن يدخل الاقتصاد العالمي مرحلة من الفوضى الكبيرة والخطيرة إذا ما حدث ذلك.
- العنوان الثاني يتصل بمصير شبكات المعلومات التي تمتد أقتنيها وكابلاتها في عمق البحر وتعبر أهمها عالميا من مضيق باب المندب، حيث عشرات كابلات ربط الانترنت التي تتدفق عبرها معلومات وبيانات وسائل التواصل الاجتماعي والنظام المصرفي العالمي بين بورصات أوروبا والشرق الأقصى تتجمع في قعر المياه في باب المندب، وهي معرضة للإصابة جراء تحول المنطقة الى ساحة حرب، ويحكى أن أحدها قد اصيب فعلا.
- من دون أنصار الله وليس من دون "إسرائيل"، لا يمكن ضمان تدفق سلس للطاقة ولا تدفق سلس للمعلومات، والغرب الذكي الحريص على مصالحه يسعى لمرضاة أنصار الله ليس بنيامين نتنياهو، لكن العقيدة العنصرية العملياء والتعجرف دفعا الغرب لتوهم العكس، ومعه توهم القدرة بالتعاون مع نتنياهو على تحجيم أنصار الله بل وشطبهم من المعادلة.
- اليوم هناك فرصة للتقدم بإعلان رغبة بالتعاون نحو أنصار الله وفتح باب التفاوض على إنهاء الحرب على غزة، كطريق لفتح الباب للبحث في تحقيق المصلحة العليا للغرب التي يمسك بها أنصار الله جيدا وإحكام.
2024-03-01 | عدد القراءات 150