التعليق السياسي 4/3/2024

الانزال الجوي للمساعدات

التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل

- إذا كانت عمليات الانزال الجوي للمساعدات في مناطق من قطاع غزة تمنح أصحابها صورة افتراضية تقول با،هم يفعلون شيئا لفك الحصار عن غزة وتأمين فرص الحياة لسكانها، فإنها لا تمنح سكان غزة الذين يعانون نقص الغذاء والدواء والمسكن أي شيء.

- الصورة الهوليودية لعمليات الإنزال لا يجب أن تخفي عن الأعين ان مجموع انزالات الدول المشاركة الأردن ومصر وأميركا، لا تعادل حمولة بضعة شاحنات ممنوعة من عبور معبر رفح الحدودي، حيث ألفي شاحنة مملوءة بالمساعدات التي تحتاجها غزة، تنتظر من الدول المشاركة وخصوصا أميركا ومصر قرارا بفتح المعبر بمعزل عن المشيئة الإسرائيلية وشروطها.

- اضافة الى ان الاجراء غير عملي ولا يعوض ما يحتاجه أهالي غزة عبر المعبر البري الرئيسي في رفح، وهو ليس إلا محاولة التفاف للتهرب من مسؤولية فتح معبر رفح، فإن عمليات الإنزال لا تزعج إسرائيل، بخلاف تصويرها تحديا لها، والعملية اصلا لا يمكن أن تجري دون تنسيق مع إسرائيل ولا دون موافقتها، فلماذا عساها توافق على الإنزال وترفض العبور البري؟

- تؤدي عمليات الإنزال لكونها أصلا تحمل كميات محدودة الى اطلاق موجات من اللهاث التنافس والتسابق وربما التقاتل بي المواطنين الفلسطينيين على الفتات الآتي من الجو، وتطلق تشكيل جماعات مسلحة تسعى للسيطرة على المساعدات والمتاجرة بها، وخلق صراعات تناحرية بين الجماعات التي تحاول فعل ذلك، وهذه الفوضى مصلحة اسرائيلية وجعل الفلسطيني عدوا للفلسطيني في حرمانه من مقومات الحياة.

- تتيح عمليات الإنزال التهرب من التنسيق مع الجهات المحلية المهيأة لتنظيم عمليات التوزيع، وهي جهات مؤسساتية من سلطات محلية و أندية وهيئات رسمية وشبه رسمية، كلها قريبة من المقاومة وخصوصا من حماس، التي يريد الاسرائيلي والاميركي تجاهلها، وقد حاول الإسرائيليون تشكيل بديل محلي مثل روابط القرى وفشل فشلا ذريعا.

- تركيز الخطاب السياسي والإعلامي على ضرورة فتح معبر رفح يجب ان يبقى حاضرا في مواجهة لعبة مسرحية اسمها الإنزال الجوي.

 

2024-03-04 | عدد القراءات 217