صباح القدس ل حالة الاستعصاء، عندما ترتبك جبهة الأعداء، حيث الطريق مقفل أمام الاحتلال والغرب، لمواصلة خيار الحرب، وحيث خيار التبادل، مرهون بالتماثل، وقبول الشروط، والتوقف عن الرهان على الضغوط، فالمقاومة والشعب معها، رغم المجازر والموت من الجوع وكل الدنيا تسمعها، جاهزة للقتال، بلا سقف ولا آجال، ولديها ما يكفي من ذخائر العمليات، لسنين من المواجهات، والشعب لن ينزح ولن يرحل، مستعد للشهادة ولن يقبل، أن تتنازل المقاومة، أو تقبل المساومة، فلا مقايضة للقمة العيش بالكرامة، وإلا لما كان الشعب ساند الطوفان، وهو جاهز لدفع الأثمان، حتى تستعيد القضية مكانها، وينتهي العالم من نظرية ليس أوانها، فقد مضى قرن من الانتظار، وسقط ألف شعار وشعار، وتغيرت الأمم المتحدة، وصدر ألف قرار، والقضية الفلسطينية متجمدة، تنتظر القطار، وكم عقدت من قمة، وكم تغيرت أحوال الأمة، وكم من انقلاب تحت شعار فلسطين، انتهى إلى الحديث عن أصل الإنسان من طين، و حكاية ابريق الزيت، ورب البيت، ومر الزمن، ازدادت الفتن، وقد جاء الطوفان يقول لقد نفد الصبر، ودقت ساعة الأمر، فليكن كل شيء الآن، ولا مكان بعد الآن للصمت، والشعب يرفض الإذعان، ولو كانت الكلفة الموت، فلن تترك فلسطين قطاع التطبيع يسير، وتمنح رخصة التيسير، وتعطي الحاكم براءة الذمة وراحة الضمير، فليقفوا على الآطلال، ويكتبوا الف مقال، عن شعب استشهد كي لا يركع، خير من قبول حل ذليل، لقاء بعض الطعام، تحت شعار الرضى بالقليل، خير من الحرمان، و الاكتفاء بالرهان، أن تتحسن الظروف مع الأيام، فهذه وصفة مجربة ومرفوضة، فلا تراهنوا على مسودة معروضة، ليس لدى المقاومة تفويض التراجع، بل تفويض الذهاب الى النهاية، فاما نصر بلا تواضع، او شهادة تنهي الحكاية.
#ناصر_قنديل
2024-03-06 | عدد القراءات 132