تحررت برادفورد فمتى تتحرر عواصم العرب؟
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- أعلن النائب البريطاني المنتخب عن مقاطعة برادفورد جورج غالاوي صديق فلسطين ومناصر قضيتها، “إن الإسرائيليين ليسوا موضع ترحيب في برادفورد، وأعلنا المدينة منطقة حرة من اسرائيل، ولا نريد فيها أي سلع وبضائع اسرائيلية، ولا نريد فيها أية خدمات اسرائيلية”.واضاف النائب البريطاني عن حزب الاحترام المعارض “نحن لا نريد أي أكاديميين اسرائيليين في جامعات وكليات برادفورد، ولا نريد أن يأتي إليها حتى السياح الاسرائيليين، ونرفض هذه الدولة الهمجية والوحشية التي تُطلق على نفسها اسم اسرائيل”.
- ما فعله غالاوي هو شاهد حي على ما يمكن فعله لنصرة فلسطين وغزة دون القيام بشن حرب، ودون الحاجة لأي فعل يحتاج امكانات مالية او عسكرية، والسلاح الوحيد الذي استخدمه هو سلاح الموقف، وهو سلاح متاح لكل الشعوب في العالم وفي طليعتها الشعوب العربية، وقد اظهرت تجارب العرب وغير العرب أنه لا وجود لحاكم قادر على ادارة الظهر لمشيئة شعبه مهما علا كعبه ومهما كان نظامه قويا وكانت مخابراته شديدة القسوة، وقد اظهرت الشعوب خلال الربيع العربي انها لأجل أهداف وهمية استطاعت أن تفرض مشيئتها، فكيف لا تستطيع لأجل أهداف حقيقية مثل نصرة فلسطين.
- السؤال للحكومات العربية التي لم تخجل امام مواقف دول مثل كولومبيا وتشيلي وبوليفيا التي قطعت مبكرا علاقاتها بكيان الاحتلال واقفلت سفاراته في عواصمها، ومن ثم لم تشعر بالحرج من مبادرة جنوب أفريقيا بملاحقة حكومة الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية، وشاهدت ما جرى بين الرئيس البرازيلي لولا دي سيلفا وحكومة بنيامين نتنياهو وكيف انتصر دي سيلفا بشهامة لفلسطين رغم الانقسام الداخلي المرهق الذي تعيشه البرازيل، هل يمكن أن نأمل خيرا من خجل او حرج يسببهما موقف نائب بريطاني يقول إن بمستطاعكم أن تجعلوا عواصمكم خالية من أي وجود للاحتلال وكيانه سياسيا واقتصاديا وثقافيا وسياحيا فلا تترددوا بالفعل؟
- من حقنا التطلع لأن تتأثر الشعوب بما فعله غالاوي، وان يشعرها بالحرج لتقوم بدورها بالضغط على حكوماتها، خصوصا حيث تستضيف العواصم العربية سفارات لكيان الاحتلال وتقام بينه وبين الحكومات مستويات متعددة من التعاون، ومع الحكومات العربية السؤال موصول لتركيا؟
2024-03-08 | عدد القراءات 106