12/3/2024

 

الأخت مايا زيادة 

 

التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل

 

الأمر أبسط من بسيط لولا الضجة التي أثارها فريق لبناني مهووس باقامة الجدران الطائفية بوجه المقاومة، هاله أن تخرج راهبة بثوب الرهبنة وهي تعلم الأطفال لتدعوهم للصلاة لحفظ لبنان والجنوب واهل الجنوب ورجال الجنوب وأكفال الجنوب لأن هناك عدو وهناك من يدافع عن لبنان بوجه هذا العدو.

 

الحدث ليس ما قالته الراهبة مايا زيادة الجزيلة الاحترام، لأنه تعبير طبيعي صادق من قلب ظاهر وعقل وطني وانساني وديني صادق ونظيف، لم تنجح بتلويثه الهلوسات المريضة، التي تريد التسلط مثلها مثل اي مشروع فاشي بقوة التهويل والتهديد والقهر والقمع، فهب جماعة ما بيشبهونا لاستنكار أن يشكل ثوب الرهبنة تعبيرا عن أصالة الوحدة الوطنية بين اللبنانيين في آلامهم وآمالهم، كما هو التعبير الطبيعي عن الهوية الوطنية.

 

الحملة التي استهدفت الأخت مايا زيادة لم تكن تقصدها بذاتها، بل استهدفت الهوية الوطنية اللبنانية، للقول ان ليس بين اللبنانيين من مشترك جامع يجمعهم، ولفرض الإرهاب بدلا من النقاش الوطني طريقا للتعبير عن الاختلاف، طالما أن هؤلاء يعبرون عن أرائهم بكل حرية ولا يتعرضون لمنع من العمل في وظائفهم ولا للتشهير في بيئتهم ولا للنيل من كرامتهم الشخصية.

 

حسنا فعلت قوى فاعلة في الساحة المسيحية مثل التيار الوطني الحر بشخص رئيسه النائب جبران باسيل، وعدد من الشخصيات الوطنية في البيئة المسيحية، بأن انتبهت الى ان الحملة على الأخت مايا زيادة هي استهداف ملفهوم الوطنية اللبنانية وليست من مفردات الخلاف السياسي في النظر للحرب، لأن التضامن الواجب مع الأخت مايا زيادة هو تعبير عن التمسك بأن لبنان وطن يجمع بين ابنائه، ويفرض عليهم ان يكونوا معا في السراء والضراء، وان يناقشوا بعيدا عن الإرهاب والفاشية ما يختلفون عليه وحوله، وهم يصلون ليحفظ الله بلدهم ويحمي شبابه والرجال والنساء والأطفال في كل مناطقه وخصوصا أشدها حاجة للصلاة بفعل ما تتعرض له وما تعانيه.

 

الأخت مايا زيادة ايقونة لبنانية وطنية نقية تستحق التكريم من وزارة التربية ومنحها وسام المعارف، لأنها ابتكرت نصا لكتاب تربية وطنية عجزت الوزارة عن وضعه، إن كانت الوزارة تعتبر أنها المرجع الصالح للبت بمفهوم التربية الوطنية.

 

 

2024-03-12 | عدد القراءات 152