لم تقصف جيوش هتلر النازية مستشفىً واحداً في أراضي الدول المعادية لألمانيا خلال خمسة اعوام من القتال الضاري في الحرب العالمية الثانية… كما لم نسمع ، ولم ينمو الى علمنا تأريخياً ان هذه القوات النازية قصفت بطريقة متعمّدة دور العبادة … الكيان المارق لم يبق مستشفىً واحداً في غزة قادرًا على العمل … كما وأنه سوّى بالأرض عشرات المساجد والكنائس بطريقة متعمدة ومع سبق الإصرار والترصد … منع العابدين من التوجه الى دور العبادة ، وإذلالهم وضربهم والبصق عليهم وتحديد أعدادهم حسب الفئات العمرية هي ممارسات تقتصر على الإحتلال الصهيوني من دون خلق الله أجمعين … نحن بإزاء تكوين بشري شاذ ، ليس له مثيل في التاريخ ، ولا على امتداد مساحة الأرض… هو تكوين مفعم بالأحقاد وبالكراهية ، راكمها عبر السنين والعقود والقرون ، فترتّب على هذه المراكمة تغيّر نوعي في مصلحة الكينونة الوحشية اللامنتمية إلى الانسان كما نعرفه … كل جيوش العالم ، وفي كل الحروب التي شهدتها الإنسانية على مر العصور ، يجنح المتقاتلين الى نوع من التهدئة ، والركون الى تخفيض وتيرة الحرب في المناسبات الدينية ، ومراعاة لبعض الأمور الإنسانية ، إلا هذا الكيان المريض … فهو يستمر في عملية التقتيل من دون وازع من أخلاق أو إظهار للحد الأدنى من انتمائه الى الجنس البشري … بل هو يقوم بغارات مفاجئة في وقت تناول طعام الإفطار والسحور ، ليتسنى له إلحاق أكبر كمية من الخسائر البشرية بهؤلاء الذين يمارسون فريضة الصيام . لا يساورني أدنى شك في ان يد الأقدار الربانية تهيّء الأرض نحو تحقق النبوءة السرمدية ، بأن الحجر والشجر في آخر الزمان ، سينطقه الرب ليدعوا المسلم للحضور وراءه لقتل ذلك اليهودي المختبئ خلفه … وهي صورة مجازية تستشرف ما هو آتٍ ، وتخبرنا بأن هذا الوحش الذي راكم هذا الوجود المارق بالغلوّ في ممارساته الخارجة عن نطاق المسلك الانساني ، والذي ، ومن خلال ممارساته المغرقة في لاإنسانيتها ودمويتها سوف ينخلق حواليه نطاق من الكراهية والنبذ إلى درجة استنطاق الشجر والحجر للمساعدة في اجتثاثه بعد ان صار مطلب إزالته مطلبًا كونيًا من دون استثناء .
سميح التايه
2024-03-13 | عدد القراءات 130