انصار الله والمرحلة الجديدة
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- اعلان السيد عبد الملك الحوثي قائد حركة أنصار الله عن الانتقال الى مرحلة جديدة من التصعيد دعما لغزة وشعبها ومقاومتها، هو نقلة نوعية في مسار الحرب الدائرة بين محور المقاومة والحلف الأميركي الإسرائيلي، خصوصا ان جوهر هذه المرحلة الجديدة يقوم على توسيع نطاق استهداف السفن المؤيدة لكيان الاحتلال من البحر العربي والبحر الأحمر لتشمل المساحة الممتدة من المحيط الهندي إلى رأس الرجاء الصالح، ما يعني اعلان اغلاق التجارة أمام كيان الاحتلال شرقا بالمطلق، وتحديا للهيمنة الأميركية على البحار والمحيطات بما هو أبعد من مضيق باب المندب.
- هذا التحول بما يحمله من عناوين للتحدي مع الهيمنة الأميركية على مساحة أبعد من المدى الوطني اليمني، يضع الأميركي أمام استحقاقات صعبة، حيث الخيارات بين الذهاب لحرب كبرى لم يكد الأميركي يخرج من أقل منها خطورة في أفغانستان تجنبا للخسائر، وبين التعايش مع حرب استنزاف تسقط هيبته وصورة الردع التي يحرص عليها، أو الذهاب للاسراع بالخطوات التي يملك القدرة عليها والتي تضمن نهاية العدوان والحصار على غزة.
- يتحمل أنصار الله مسؤولية دور رأس الحربة في هذه الحرب، ويأخذون على عاتقهم المهمة الأصعب، بعدما تكفلت المقاومة في غزة وفي جنوب لبنان بإلحاق الهزيمة بجيش الاحتلال، ويتصدى أنصار الله لمهمة إلحاق الهزيمة بالسند الأميركي للكيان الذي يقود الحرب ويتحمل مسؤولية استمرارها.
- عندما تقول قوى المقاومة أن المعركة تدور على الوقت وأنها عض على الأصابع، فهي لا تقارب مسؤولياتها بصورة دفاعية، أي الاكتفاء بالتحمل وانتظار النتائج، بل يقدم كما يفعل اليمن على استثمار الوقت بتصعيد العمليات لزيادة الاحراج امام جبهة الاعداء التي يقودها الأميركي، بتضييق الاحتمالات أمامه، بما في ذلك من مخاطر وتحمل التضحيات.
- سوف يكتب مع تاريخ طوفان الأقصى وعظمة البطولة الفلسطينية التي سطرت ملحمتها المقاومة والشعب في غزة، أن أنصار الله كانوا مفاجأة هذ الحرب وقيمتها المضافة وصانع التحولات الكبرى فيها.
2024-03-15 | عدد القراءات 120