سميح التايه: إذا غضب أحدكم … فالأرض ، الأرض 15/3/2024

 

 

لا يمكن ان يكون هذا الشيء الذي يقال له نتنياهو منتميًا الى فصيلة بني البشر … فهو ماكينة كذب وتضليل ودجل وقلبٍ للحقيقة بلا انقطاع … رجل مهذار لا تشوب سحنته ذرة من الحياء … يكذب ويدجّل كما يتنفس … أما آخر سفالاته المزرية ، فهي ادعاؤه البارحة ان جيشه هو الأكثر أخلاقية في التاريخ … الجيش المجرم القاتل ، والمتخصص في قتل الأطفال والنساء ، والذي تفوّق على كل الجيوش الدموية عبر التاريخ ، وحطّم كل الأرقام القياسية في توحشه وإجرامه هو في نظر هذا الأفاق ، الأكثر اخلاقية في التاريخ . لقد ضربنا بثلاث قنابل ذرية بالتصوير البطيء … بمعنى ان الدمار ، وكمية القتل والتدمير الذي طرأ خلال خمسة أشهر يعادل ما قد تحدثه من دمار ، ثلاث قنابل ذرية … الفرق ، أن هذا التدمير الذي أحدثه الكيان البائد ، استغرق خمسة أشهر بدلًا من بضع ثوان … إذا لم نقم بإنشاء الملاجئ التي تحمي مدنيينا بطريقة فعالة … فإن هذا العدو الجبان سيستمر في الإمساك بأطفالنا ونسائنا كرهائن تحت رحمة تكنولوجيا القتل المدمرة التي يتفوق فيها بشكل فاضح …لقد بدا واضحًا إبان هذا الإشتباك الذي امتد الى خمسة أشهر أن سلاح الأنفاق كان ناجعاً ، ويمثل انطلاقةً تكتيكية رائعة ، ترتب عليها إلحاق خسائر فادحة في صفوف الجيش " الاسرائيلي " … وهوما يستدعي منا كمحور للمقاومة ان نفعل الشيء ذاته في الجنوب اللبناني ، وفي الضفة الغربية ، وفي شرق الأردن … اذا كان مقاتلي المقاومة البواسل في غزة ، وبإمكاناتهم البالغة التواضع ، وتحت وطأة الحصار الصارم قد نجحوا في حفر انفاق من الطراز الأول ، بطول 500 كيلومتر ، تحت اعماق باهرة ، وبكل طول وعرض القطاع … فلماذا لا يكون لدينا مقدرة لحفر أنفاق شرق نهر الاردن ، بحيث تشكل ملاذًا لنا ، إزاء كل من تسوّل له نفسه الانقضاض على مجاميع نشامى محور المقاومة … ثم تندفع بعد ذلك تحت الأرض وفي عمق الأراضي المحتلة لتصل الى تحت المدن "الإسرائيلية" الرئيسية … لست ارى في ذلك معضلة … خلاصة القول ان استذكارًا وئيدًا عميقًا لمجريات الزلزال الطوفاني الذي طرأ في 7 أكتوبر الماضي ، يبين لنا ان مفاجأة العدو التكتيكية كانت كمية النيران ودقتها والمقدرة المطلقة على التدمير … اما مفاجأتنا التكتيكية فكانت أعجوبة الأنفاق ، واستعصاءها على أعتى جيش في العالم من الناحية التقنية … إذا غضب أحدكم … فالأرض ، الأرض … ونحن معشر المستضعفين ، ليس لنا أمّاً رؤومًا كمثل الأرض … سنجد في باطنها ما يوفر كل الحماية والأمان لإلحاق الهزيمة الكارثية بهذا العدو المتغطرس … وان غداً لناظره قريب .

سميح التايه 

2024-03-15 | عدد القراءات 79