سيفعلون ما فعلوه دائمًا ، مرارًا وتكراراً … في ظل ارتهان جنوبي عربي إسلامي للغرب وللصهيونية العالمية … سيفعلون ما فعلوه دائمًا عندما استخلصوا من الحسين بن علي ، قائد الثورة العربية المضحكة ، فتوىً تحلّل قتال المسلم للمسلم لمصلحة امبراطورية الأفعى مع تباشير القرن الماضي ، حتى يمنح الرضى الالهي والتفويض الربّاني لسبعمائة ألف مقاتل مسلم في الجيش البريطاني لقتال الدولة العثمانية ، وتمامًا كما ابتعثوا صدام حسين لقتال ايران الإسلامية لمصلحتهم ومصلحة إسرائيل والأعراب ، وتمامًا كما دفعوا بمئات آلاف المجاهدين في سبيل الشيطان لبذل ضريبة الدم نيابةعنهم في سوريا ، وقبل ذلك في الجزائر ، وهم يتفرّجون … يبدو أنهم يعدّون العدة الآن للزجّ بمقاتلين من بلاد الأعراب لدفع ضريبة الدم مرة اخرى في حرب أمريكا والغرب وإسرائيل ضد المقاومة ، ممثلةً هذه المرة في حماس ومحالفيها في قطاع غزة … الرصيف البحري المزمع انشاؤه قبالة شواطئ غزة هو حصان طروادة… سيكون رأس جسر في المعنى العسكري للقذف بقوات أعرابية في أغلبها نحو غزة لقتال حماس بحجة المساعدات الانسانية … ويراد لها مستقبلًا ان تلعب دورًا في سرقة غاز غزة … من داخلنا يستخرجون نقيضنا لنعمل في بعضنا تقتيلًا وهم يتفرجون … هذا هو ديدنهم دائماً … ينجحون في استئصال ذاتٍ لامنتمية يدغدغها حب المنافع الانانية من المال والنفوذ ، وفي حالتنا هذه ، سلطة اوسلو والممالك السبعة ، ودولة مصرية مثخنة بالجراح الاقتصادية ، نتيجة لإدارة سيئةقاصرة ، ستتصدّى مزوّدة بكل مقومات القوة لأيّ ذاتٍ مقاومةٍ لا ترضى الاستتباع ، ومصادرة القرار والاستباحة والظلم والجور … فنشتبك مع بعضنا والغرب الشيطاني القاتل جالس يتفرّج ويدير هذا الصراع حتى يحقق أهدافه … نفس التكتيك … استئصال النقيض من النقيض ، وجعل من يتصدّى لكل من يعارضهم ويبذل الدم نيابة عنهم من ذات الجسد … مشكلتهم هذه المرة ان هذه المقاومة وُلدت لتبقى ، وإذا كانت قوى الاستتباع جاهزة لبذل قطرات من الدم ، فإن هذه المقاومة جاهزة لبذل أنهار منه ، من دون ان تكلّ أو ان تملّ ، ولن يثنيها عن عزيمتها المطلقة إلا نصر أو استشهاد … فهذه هي بقية الله في الأرض … وهي شعارها الحسيني سيبقى يبلغ عنان السماء … هيهات منّا الذلّة .
سميح التايه
2024-03-18 | عدد القراءات 252