سميح التايه: يد الله الضاربة

كيفما تكونوا يولّ عليكم … و ، الساكت عن الحق شيطان أخرس … الأول ، حديث نبويّ شريف ، والثاني ، قيل أنه حديث ، ولكن الأرجح ، أنه من التراث الفلسفي الإنساني … ولكن كليهما يؤشر الى دور الشعوب في تحمّل مسؤولية ما قد يرتكبه السلاطين من سيّء الأعمال ، وتقاعس الشعوب عن التحرّك بكل الوسائل ، ومهما كان بطش وتغوّل هؤلاء السلاطين … لأن السكوت سيعود في نهاية المطاف بعواقب وخيمة على هذه الشعوب … قام عمر البشير ، الطاغية السابق في السودان ، ومقابل منافع مادية ، بإرسال فرقة كاملة للقتال الى جانب العدوان الأعرابي الصهيوانجلوساكسوني على اليمن ، للمشاركة في قتل الشعب اليمني العربي المسلم ، وحتى لو أراد نظام البشير ان يتحلل من كلا الانتمائين العربي والاسلامي ، فما هي الذريعة التي اتخذها للإعتداء على شعب لم يعتد عليه ولو برصاصة واحدة ، لم نسمع ولم يرد في التاريخ ان شعب اليمن اعتدى في يوم من الايام على السودان ، ولكن السقوط الأخلاقي ، وانتفاء أي إحساس انساني ، والأطماع المادية البائدة القذرة هو ما دفع بهذا الطاغية الى الاعتداء على الشعب اليمني … والمصيبة ان خلفه المارقين ، البرهان و دقلو ، استمرّوا في النهج ذاته إزاء اليمن … لم يمض طويل وقت حتى انبعثت الخلافات بين هذه القيادات السودانية ، ودبّت الأحقاد بين أركانها الى ان اندلعت على هيئة قتال مرير منذ عام او ينوف ، ولا يبدو في الأفق اي مؤشر نحو نهايتها ، والثمن الباهظ يدفع الآن من الوجود الكلي لبلد كان يدعى السودان … اصطفافات عشائرية ، وتشظٍّ مطلق في الجسد الكلّي لهذا البلد ، وأصبح واقع الحال تلخصه مقولة ، كل من إيدو إلو … كل عشيرة أو قبيلة أو ولاية تسيطر على المناطق التي بحوزتها ، وتعتبر ذاتها في حلّ من الالتزام بالسلطة المركزية ، والتي هي بحد ذاتها اصبحت سلطةً مناطقية ممزقة الأشلاء … فليتحسس كل اولئك الذين استمرأوا ارتكاب المخازي والشعوب تتفرج رؤوسهم فوق أكتافهم ، والشعوب تتفرج … فإن يد الله الضاربة لن تتركهم ، وسيمحق العقاب وجودهم ، والفرق بين الأزمنة الغابرة وأزمنة الآن ، أن هذه اليد باتت أكثر سرعة في استجلاب العقاب ، خاصةً لأولئك الذين قبضوا الأثمان مقابل دماء أطفال ونساء غزة ، التي سالت مدرارًا ، والأمعاء الخاوية الصارخة من التضور جوعاً نتيجة للحصار الدنيء القميء لشعب قرر ان يقاوم ولا يهادن كل جبروت الظالمين والسّادرين في غيّ لا ينتهي … فلا نامت أعين الجبناء .

سميح التايه 

 

2024-03-21 | عدد القراءات 148