معادلات محور المقاومة متحركة
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- يجهد رئيس حكومة الإحتلال تعويض الهزائم التي مني بها جيشه في غزة، تتويجا للهزيمة الاستراتيجية التي أصابته يوم الطوفان، وعجزه عن انشاء معادلات ردع بوجه جبهات الإسناد اللبنانية واليمنية والعراقية، رغم الدعم الأميركي المفتوح والانخراط الأميركي المباشر في اليمن والعراق في تحقيق نوع من التوازن، ولا يجد نتنياهو إلا تكرار التهديد منذ شهرين بمعركة رفح وحرب على لبنان، لكنه يعلم أن دونهما تعقيدات تتصل بقدرة جيشه من جهة، والظروف الدولية غير المؤاتية من جهة أخرى، ولهذا يراوح في تكرار المكرر.
- بالمقابل يبدو محور المقاومة مرتاحا إلى وضعه، وواثق من قدرة غزة ومقاومتها على تحمل تبعات معركة رفح أن وقعت وإلحاق الهزيمة بجيش الاحتلال كما قال السيد حسن نصرالله، ويترجم هذا الإرتياح وهذه الثقة بإنتاج معادلات جديدة متحركة.
- على جبهة لبنان تبدو واحدة من المعادلات الجديدة ادخال جبهة الجولان تدريجيا على خط الردع الذي تعتمده المقاومة، وقد تحولت منشآت جيش الإحتلال في الجولان الى أهداف يومية للمقاومة، من غرف العمليات الإلكترونية الى منصات القبة الحديدة، وصولا الى ثكنات اعادة تأهيل الألوية المنسحبة من غزة، ومرابض المدفعية ومواقع القيادة، دون أن يكون هناك ما يمنع لاحقا من التعاون مع سورية في جبهة الجولان وفق صيغ تناسب الحسابات السورية وتستفيد من قدرة الردع لدى المقاومة.
- جبهة اليمن التي نجحت باحتواء العمليات الحربية الأميركية والبريطانية، وتابعت استهدافها للسفن التجارية المشمولة بمنع العبور والسفن الحربية الاميركية والبريطانية في البحر الأحمر، وضعت أمامها هدفا جديدا هو اقفال خط المحيط الهندي وصولا الى رأس الرجاء الصالح، أي خط ربط آسيا بأفريقيا وصولا الى بوابة البحر المتوسط في مضيق جبل طارق، ما يعني إكمال الطوق البحري حول أوروبا لجهة تجارتها مع الشرق ولو لم تمنع البضائع التجارية عن اوروبا، اضافة لاحكام الحصار على الكيان كمستهدف بمنع البضائع التجارية عنه، وهذا التحول الجديد يقول للأميركي أنه بات منقطعا في الممرات المائية عن الشرق الذي صار بحرا صينيا عمليا.
- المقاومة العراقية التي علقت عملياتها ضد القوات الأميركية افساحا في المجال لمفاوضات جدولة انسحابها، تصعد تدريجيا خطواتها نحو ترجمة قرارها بإقفال موانئ كيان الاحتلال على البحر المتوسط، ما يعني وضع معادلة المتوسط على الطاولة وصولا إلى مضيق جبل طارق، ما يعني اكمال عزل أوروبا بحريا ولو لم تمنع عنها البضائع، كما يعني إحكام الحصار التجاري على الكيان المستهدف الرئيسي بمنع وصول البضائع.
- محور المقاوم يملك ديناميكية مفتوحة لتطوير معادلات حرب الاستنزاف و مراكمة الإنجازات، ويملك عمقا استراتيجيا، مقابل الكيان المحكوم بضيق الجغرافيا، وفقدان الهوامش للمزيد من المناورة بين خياري الذهاب لحرب كبرى يعرف مخاطرها ونتائجها، أو الرضوخ لشروط يعرف مرارة ومهانة القبول بها.
2024-03-25 | عدد القراءات 1209