.....ستون دقيقة مع ناصر قنديل ...... من المبالغة القول أن عبدالله كان ضامن للاستقرار ونقطة ثقل في المملكة وأنه ترك فراغ لايمكن ملئه فالجيل الثاني من الأولاد الذين يحملون النهج الغربي التصادمي قادمون ب

 

 

من وفاة الملك السعودي "عبد الله بن عبد العزيز" بعد نزاع مع المرض والمواعيد المتكررة للاعلان عن وفاته ،ليعلن اليوم عن وفاته رسميأً ....

هذا الحدث يرتبط بمجموعة من التداعيات والمقدمات ،ومستقبل استقرار العائلة المالكة ونزاعات الجيل الثاني ، والملك "سلمان بن عبد العزيز "الذي هو رجل ايضأً متقدم بالسن وهو بالتالي فراغ لسُدة العرش ، وماهو مستقبل الحكم في السعودية ؟؟.....

*ـ إلى المحور الثاني الذي هو تداعيات وفاة الملك "عبد الله " على موقع السعودية في المنطقة ، فالسعودية ليست كالبحرين ،فهي  كانت ومازالت بنسبة كبيرة عنوان لحقبة تحكم المنطقة منذ حرب /1973/ في تشرين حتى اليوم ، فالسعودية واحدة من صناع السياسة الأساسين في المنطقة وإلى درجة كبيرة في مرحلة ما بدت كأنها الصانع الرئيسي للسياسة في المنطقة ، وبالتالي فان التداعيات المترتبة على الدور السعودي في المنطقة وفي كلا الأمرين العلاقة السعودية الأمريكية إلى اين ؟؟.

والتي ستبدو معنا بصفتها واحدة من العناصر المقررة ...

وإلى جانب هذا مسألة الوضع في اليمن والذي كان مفترضاً أن يكون هو المحور الأول لولا الحدث السعودي ، والأنتفاضة التي قام بها أنصار الله واللجان الشعبية ، وصولاً إلى التفاهم على وضع أتفاق السلم والشراكة الذي كان قد وقع مع رئيس الجمهورية " منصور هادي" ، نهايةً باستقالة الحكومة وإستقالة رئيس الجمهورية في محاولة لدفع الأمم إلى الفراغ ، ومن ثم إلى إعلان " الحراك الجنوبي " عن نيته الانفصال وتقسيم اليمن بصفة أو بأخرى .....

وبالتالي فأن السؤال الكبير هو اليمن إلى أين ؟؟...

امتداداُ إلى المحور الرابع والذي هو تداعيات عملية "القنيطرة " ، وأين أصبحنا فيها ، وماهي الأبعاد التي يمكن أن تنتج عنها ....

فالواضح أن سماحة السيد "نصر الله" سيتحدث في يوم الجمعة /30/1/ 2015/م في ذكرى أسبوع الشهداء ، وبالتالي من الآن إلى ذلك الحين فأن التداعيات مستمرة ومتصلة ، فلا أحد يعلم ماأذا كان رد المقاومة سيتم في هذه الفترة لتأتي كلمة قائد المقاومة تتويج للرد ، أم أن كلمة سماحة السيد ستكون تمهيداً للرد ....

فلا يجوز أن يُطمئن التأخير أحداً من الأسرائيلين بأن الرد بعد الكلمة ، فيمكن أن يكون الرد قبل الكلمة لتكون الكلمة مُكملة ومتتممة ، فقد أعتدنا على المفاجأت من سماحة السيد كما حصل في البارجة "ساعر" في حرب تموز عندما كان على الهواء وقال "أنظرو إليها الآن أنها تحترق" وهذا مايجعل من الممكن ان يكون السيد على الهواء أثناء الكلمة ليقول " أنظروا إليها أنها تنفجر " على سبيل المثال ، فنحن لانعرف مالذي سيكون الهدف ....

ثم إلى المحور الخامس الذي يتصل في الشأن اللبناني ، وهناك مجموعة من المخاطر والبؤر المتفجرة أمنياً وسياسياً ، والحديث عن أشتباكات تجري بصورة مستمرة منذ يومين في منطقة " عرسال " ، وعن بؤر في مخيم "عين الحلوة " والتي لايمكن التكهن في ماإذا هي ستتحول إلى برميل بارود متفجر ، والحديث عن طرابلس التي يتعرض فيها الجيش بشكل شبه يومي لمجموعة من عمليات الاستهداف ، وبالتالي لبنان في هذا المعنى إلى أين ؟ وهل خطر الانفجارالأمني قائم ؟ وماهي حدوده وآليات التعامل معه ؟ ؟.....

فهذا كله يجري على خلفية مشهد إجمالي دولي له عناوين باتت ثابتة لايمكن تخطيها ،فهذه مقدمة تتصل بالعناوين العامة التي تحكم كل هذه العناصر .....

فقد تحدث رئيس شبكة توب نيوز الأعلامية أن أمريكية لاتريد الذهاب مرة ثانية إلى الحروب وهذا ماأصبح ثابتاً ، فالسعودي استفز الأمريكي من خلال الحدث اليمني بالقول أن إيران تدعم وتساند حلفائها ، وكان الهدف الحقيقي من التصعيد في اليمن هو منع الرئيس " منصور هادي" من وضع التفاهمات قيد التطبيق ، لينزل الحوثيون وتذهب الأمور إلى الفوضى حتى يقال أن هذه هي إيران التي تفاوضونها ..

كما أن هدف إسرائيل في عملية القنيطرة كما سبق الذكر هو القول للأمريكين أن الأيرانيون يقيمون القواعد مع حليفهم " حزب الله" واللذين يشكلون خطر تهديدي على اسرائيل ليس فقط من لبنان ، فهم يستغلون الوضع السوري لتعزيز حضورهم في بناء القواعد ، ومايهتز الآن هو فك الاشتباك الذي رعاه الأمريكيون عام /1974/م وبالتالي هو استفزاز بالموقع الأمريكي من قبل حلفائه لإيقاف المفاوضات

لكن المعاكس جاء من أمريكا بالبيان الصادر عن البيت الأبيض بأن الرئيس "أوباما "ليس لديه متسع من الوقت ليلتقي بـ"نتنياهو" أثناء زيارته المقبلة لإمريكا لإلقاء كلمة أمام الكونغرس ....

فالعامل الأول الحاكم في المعادلة الدولية هو أن الأمريكي ماضٍ وبقوة في سياسة التفاهم مع إيران ، والذي أصبح مًعلم استراتيجي من معالم المشهد الكبير ، الذي سنرى فيه السعودية وعملية القنيطرة واليمن والوضع الأمني في لبنان على خلفيته ، وهو المعلم الأول ....

أما المعلم الثاني فهو ليس مايجري في موسكو ، فالذي يجري في موسكو هو تفصيل ونتيجة لكن المعلم الثاني هو الدور الروسي في التسويات ، والذي أصبح واضحاً فيه ان التفاهم الحاصل مع إيران لعبة فيه روسيا دورأً ، والذي شك�'ل ضمانات متبادلة لكل من الطرفين الأمريكي والإيراني لتقريب إمكانية التوصل إلى اتفاق ، وأن المشكلة لم تكن يوماً في الهروب من الثقة ..

فالثقة شك�'لها الروسي بأن تعهد وضمن وكفل كل من الفريقين لدى الآخر ، وهذا دور الروسي في التسويات مستمر ويتصاعد ، فمشهد الدولة الروسية في المسألة السورية لم يكن الكثيرين يتوقعون أن تكون أمريكية مباركة فيه إلى هذا الحد من ماتقوده موسكو من مسعى للحوار السياسي ، وبصورة مفارقة عن حلفائها اللذين عبروا عن أنفسهم إن لم يكن مباشرةَ فمن خلال الأطراف السورية التي تأتمر بإمرتهم .......

فقد سمعنا الأئتلاف والإخوان المسلمين وأطراف تدور في فلك هذه المجموعات من قطر إلى السعودية إلى تركيا وأسرائيل ، والتي تتحدث عن التشكيك بحوار موسكو وحتى عن رفضه ، ليأتي الكلام الواضح والقاطع من " جون كيري" و" ديمستورا" بالتشجيع على الذهاب إلى موسكو ، وبالتالي دور روسيا في التسويات هو المعلم الثاني في رسم المشهد الدولي ....

فعلى خلفية هذين المعلمين نتحدث إذاً عن انخفاض سقف التوتر الدولي والتصعيد الذي يمكن أن يذهب إلى اشتباك ، في وقت بقاء مشاكل روسية أمريكية حول اوكرانيا وحرب أسعار النفط لإضعاف القدرات المالية لإيران وروسيا ، وبجانبه مجموعة من التوترات المرتبطة بالتباين في السياسات لجهة نظرة كل من أمريكا وإيران وروسيا إلى المنطقة ....

لكن من الواضح أن إيران لاعب كبير مُسلم به إقليمياً من الأمريكين ومدعوم من الروس ، وأن روسيا لاعب دولي مقبول ومعترف به من الأمريكين في صناعة السياسة .....

 

وأن سورية الرئيس "بشار الأسد " أصبحت خارج النقاش في شرعية نظامها وفي موقع ومكانة دولتها وجيشها في الحرب على الأرهاب وفي دعم صيغة الحل السياسي ، وأن حلفاء أمريكا تحولوا إلى أعباء تُراعي كيفية جذبهم إلى مسارات التسويات بأقل الخسائر الممكنة ، وهذا هو المشهد العام الذي في قلبه سنبدأ مقاربتنا للمحاور ..

 

أن الأنظمة في الخليج تتجه إلى "الحكم المؤسساتي " الذي يُريح الأمريكي والداخل ، ويوصي للنُخب القادمة من الغرب بأن البلاد مفتوحة على التغيير

 

 

مبتدأً بالمحور الأول المتعلق بمستقبل الحكم في السعودية بعد رحيل " الملك عبدالله بن عبد العزيز " ......

فقد أشار قنديل أنه ليس من الصحيح القول أن الملك "عبدالله " كان ضامن للأستقرار في المملكة وأنه كان نقطة الثقل في ممارسة الحكم وان الآن هناك فراغ لايمكن ملئه ، فهذه مبالغة في الأمور ......

فالحديث هنا من زاوية أخرى وهو أن نظام الحكم في السعودية خاضع لثلاثة أسباب أساسية تقرر استقراره ، والأمر ليس له علاقة بشخصية الملك "عبد الله" أو شخصية " سلمان " ، فهاتين الشخصيتين حجم مكانتهم متواضع وقدرتهم على إدارة البلاد محدودة ، والأمير "مقرن الذي يتولى اليوم مهمة ولي العهد ربما هو الذي يُقارن بالمرحلة التي كان فيها الملك "فهد " يوم كان أمير وولي عهد في ولاية الملك خالد ، فنحن الآن بوضع شبيه  بمرحلة " خالد " ملك و" فهد" ولي للعهد ....

فليس إلزامياً أن الملك "عبدالله كان صاحب الرؤية والخطط والشخصية القوية المثقفة والقيادية أو الشخصية الوازنة والمُهابة وبالتالي حدوث فراغ في الشخصية

بل بالعكس فهناك " محمد بن نايف " الذي على الأكيد أنه الأكثر تعمقاً وفهماً بالسياسة وبالقدرة وبآليات أتخاذ القرار ومفاهيم العلاقات الدولية وهندسة الوضع الداخلي في المملكة ......

لكن نتناول الموضوع هنا من زاوية أخرى كما سبق وذكرنا ، وأن هناك ثلاثة عناصر حاكمة ....

*ـــ فالعامل الأول هو أن الجيل الأول من أبناء " عبدالعزيز " يرتبط كما نلرى من عبدالله إلى سلمان إلى مقرن الذي يمكن أن يكون آخرهم لأنه أصغرهم سنًاً ، ليأتي من ورائهم الجيل الثاني من أولاد فيصل وعبدالله وفهد وسلمان ، وهنا نحن نتحدث عن حوالي 50 أمير يتقاتلون ويتنازعون وأغلبهم من خريجي الجامعات الأمريكية والذين يعتبرون موضوع الطاعة وممارستها وموضوع المهابة أمور لاتتعدى الممارسة الشكلية ، لكن في العمق يذهبون إلى المفهوم التنافسي والصراعي على السلطة انطلاقا من تجاربهم الغربية التي عاشوها ، واللذين يديرون الدولة فيها كما يديرون شركاتهم ، وبالتالي هنا المسالة موضوعية وليست مسألة صح أو خطا ..

وهذا الجيل سوف يسلك طريقاً إلى المشاكل وهو مايعني أقتراب لحظة الانفجار ..

*ــ اما العامل الثاني فهو إقليمي : يتوضح في أن دول الخليج عموماً يقترب فيها الحكم الاستبدادي من نهايته كما يجري في البحرين والكويت وحتى في السعودية من مقاربة مزاج عام يتطلب الانخراط  في شكل من العمل السياسي يختلف عن الشكل الموروث من القرون الوسطى .....

وبالتالي عندما يتزاوج هذا مع نهاية الجيل الأول من أبناء الملك عبدالله يكون من الطبيعي وجود مشكل مزدوج مُركب ......

*ـــ أما العامل الثالث المؤسس والمقرر لوضعية نظام الحكم الداخلي في المملكة يتصل بالنظرة الأمريكية التي كانت دائماً في الماضي تشكل غطاء مستمر وقوي بنظام حكم قائم على الاستبداد والوهابية والعصبية الدينية والمذهبية ، وهي الآن في مرحلة مختلفة لجهة الشعور بخطر الوهابية والحاجة إلى ثورة ثقافية وتغير التعليم الديني وتغير التعاليم الدينية وإلى عصرنة آلة الدولة بآليات فيها قدر ما من آليات السلطة ومن الشفافية والإعلام المفتوح ............

وهذا كله يعطي الامريكين مفاتيح أكثر للتدخل ، ليس من باب الحرص على شعوبنا بل من باب تعدد الخيارات لجهة التعامل مع مؤسسات وبرلمانات وكتل نيابية وشخصيات وزارية حتى لو كانت شكلية ...

يُعد رحيل الملك "عبد الله" كمن يفتح صندوقاً لايعلم مافي داخله

قبهذه العوامل يكون رحيل الملك "عبدالله" قد أتى بأضعف أبناء العائلة إلى العرش ، وبجانبه ولي عهد يثق فيه الأمريكيون وهو " براغماتيك" عملاني وواقعي وقادم من رئاسة المخابرات ، وولي ولي عهد الذي هو من الجيل الذي يشبه الجيل الأول، ليصبح آخر الملوك هو "سلمان" وبالتالي لنشهد فكرة التحول ...

فالبعودة إلى الذاكرة فأن مقرن الذي أخرج من رئاسة المخابرات من قبل الملك عبدالله دون مهام لتكريس أحادية سيطرة " بندر بن سلطان " في زمن الرهان على الحرب في سورية ، وعندما قرر " أوباما " زيارة السعودية كان في الليل السابق للزيارة إصدار مرسوم ملكي ببدعة غير موجودة في تاريخ المملكة السعودية ، لتقوم  آلية إدارة السلطة والحكم داخل العائلة الحاكمة  بعمل وثيقة تحوي في اخرها  تعين الأمير "مقرن"ولي لولي العهد ليصبح  ولياً للعهد عندما يصبح ولي العهد ملكاً كما الحال الآن .......

وهو مايوضح رسملة الأمريكي على الأمير مقرن وعلى محمد بن نايف الذي كنت قد كتبت عنه علناً في أثناء الزيارة أن "مقرن " هو الملك المقبل وولي عهده" محمد بن نايف " وهذا ماأصبح حقيقة لاتحتاج إلى كثير من التحليل والتفسير ....

فبتزامن هذان العاملان مع العامل الأقليمي الذي يجعل الأمر واضحاً بان الأنظمة لن تبقى كما كانت بل هي باتجاه " الحكم المؤسساتي " الذي يريح الأمريكين والداخل ويوصي للنخب القادمة من الغرب بإن البلاد مفتوحة ، لتخرج الصحف وتصبح مؤسسات لها خصوصة تعبر عن شرائح معينة ، ويصبح برلمانات وحكومات ، وما البحرين إلا نموذج متقدم لهذا ، والذي يبدو واضحاً فيه أن الأمور لن تعرف الاستقرار  إلا بصيغة برلمان منتخب وحكومة تمثل الأغلبية في هذا البرلمان وُتناط بها مسؤليات تتناسب مع حجم مقامها والذي يجب أن تلعب فيه دوراً شعبياً مُعبر عنه في الانتخابات .....
وهذا بالتلخيص يعني أن رحيل الملك "عبدالله" كمن يفتح صندوقاُ لايعلم مافي داخله

مشيراً أنه  في الحالة السعودية نحن امام مخاض من سنة  إلى سنتين مع "سلمان" ستنحى فيه وجوه مثل " بندر وسعود " وآخرين ، وستكتمل معالم الصفة التشاركية ، والأرجح قدوم " عبدالعزيز بن عبدالله " إلى وزارة الخارجية بدلاً من " سعود الفيصل " وأن يكون في الداخل ثمة حوارات واستقبالات لرؤساء عشائر ونخب شعبية وربما من المنطقة الشرقية التي فيها " الشيخ نمر النمر " الذي حكم بالأعدام ، والتي وقعت فيها حادثة الأحساء في يوم عاشوراء بين " داعش " والمواطنين الأمر الذي اعترفت به المملكة ، وربما نشهد حالة من الحراك السياسي مع غرف التجارة والصناعة وفي مسألة المرأة والإعلام في محاولة لإيجاد شبكة أمان عنوانها مزيد من الانفتاح والتشكيلات المؤسساتية ، لكن الهدف هو امتصاص خطر الانفجار مع عامل منطقي يقول من الممكن أن نشهد اشتباك مع رجال الدين المتطرفين ، وموجة من الصوت المرتفع لبعض المراجع الدينية في انتقاء الشكل الجديد للحكم ورموزه ......

وبالتالي فان السعودية قادمة إلى إرهاصات ومخاض صراع داخلي ، سواء بعنوان تنافس أبناء الجيل الثاني أو بالتحضيرات التي سنشهدها من النخب اللبرالية القادمة من الغرب لبعض الأسرة الحاكمة أو من خارجها بلغة المصالح والشعور بضعف النظام وإمكانية فرض القبول من خلال الحراك السياسي أو الإعلامي أو التعبير عن الذات ، وباللإضافة إلى ذلك ستكون العلاقة التي ستتطور أكثر هي مزيد من الاشتباك والتصادم مع المجموعات المنتمية إلى فكر القاعدة سواء بنسختها الأصلية أو بنسختيها المنقحتين " داعش والنصرة " ....

أي أن المشهد السعودي الداخلي يختصروها الارتباك والمخاض والمشاكل وقدر كبير من الفوضى والمزيد من الضعف في مكانة ومهابة السلطة المركزية مع مشاريع ذات طابع إصلاحي خجول في محاولة التلاقي مع المتغير الكبير الذي لابد من ملاقاته كي تحفظ الأسرة المالكة لنفسها دوراً في شكل الحكم القادم في السعودية والذي لايمكن أن يكون بدون انتخابات وحكومات تعبر عن الأغلبية .....

الاستثمار السعودي لمرحلة مابعد حرب / 1973/م صرفتها بصفقة مع أمريكا مكنتها من لعب دور إقليمي مقابل بيع سوق نفطها إلى إدارة واشنطن ...

أما القسم الثاني الذي يتناول بصورة مباشرة مستقبل المملكة إقليمياً ...

فقد لفت رئيس صحيفة تحرير البناء إلى أن هذه المرحلة بدأت عام /1973/م والذي كانت السعودية قبله لاعب إقليمي بحكم حجمها ألنفطي والمكانة ، والتي كانت فيها السعودية رأس حربة في مواجهة الرئيس المصري " عبد الناصر " ، وفي مرحلة مابعد /1967/م كانت السعودية على ضفة المستثمرين من الهزيمة وصولاً إلى مرحلة عام /1973/م بعد رحيل "عبدالناصر" والذي كان قد نجح فيها الرئيس الراحل "حافظ الأسد" بجر السعودية ومصر إلى خوض حرب بوجه أسرائيل والتي وظف كل من مثلثها هذه الحالة في خدمة مشروعه .....

فالرئيس الراحل "حافظ الأسد " وظف حرب /1973/م في خدمة المكانة السورية في المواجهة مع إسرائيل كقلعة مازالت سورية تدفع ثمن خياراتها فيها ....

والسادات وظف ماكانت مصر في حرب /1973م في " كامب ديفيد " ليدفع الثمن من حياته وأخذ مصر إلى مسار نعرفه جميعاً يتباين مع ما منحه الرئيس "عبدالناصر " لمصر في عهده ....

والسعودية صرفت رصيدها التي حصلت عليه في حرب /1973/م والذي ترتب في موقعها بقطع النفط عن دول الغرب ، وتوجته بتفاهم وصفقة مع الأمريكين مكنها من لعب دور أكبر واشمل على الساحة الإقليمية في مقابل أن تصبح السياسة النفطية السعودية تحت الأمر الأمريكي وهو مايعتبر نهاية لزمن القرارات المستقلة في سوق النفط السعودية والتي أصبحت تُدار من واشنطن في مقابل دور سعودي يمتد من افغانستان إلى نيجيرية تحت عنوان إسلامي ، واستطراداً في عام /1980/م بإنشاء "القاعدة " واستعمالها في وجه الجيش "الأحمر السوفيتي " ، وصولاً على دورها لقضية الصراع العربي الاسرائيلي ومبادرة الملك "فهد " التي أسقطتها سورية في قمة المغرب عام /1983/م ، وامتدادا إلى الدور الذي لعبته في ثنائية الحرب في لبنان وصولاُ إلى دورها في الحرب العراقية الإيرانية ووقوفها خلف النظام العراقي لتوريطه في تدمير العراق وإيران في آن واحد ، وبعدها توريطه في حرب الكويت ، واستطراداً في دخول التسويات عبر الطائف في لبنان ومدريد وعملية السلام ، في الصراع  " اليمني ـ اليمني " وعملية التسوية في السودان وعن كثير من الأماكن التي كانت فيها السعودية بمثابة الأب الأكبر .....

والتي لعبت أيضا دور عراب الحرب على سورية وعراب عُزلة الحكومة العراقية ومحاولة إسقاطها بالارهابيين والفتنة االمذهبية ، وعراب الاشتباك مع إيران بحماية معادلة إقليمية عربية تحت عنوان أن إيران خطر وان اسرائيل مشروع قابل للسلام ، وهذا دور لايقبل التشكيك بان السعودية كانت فيه بموقع " القيادة " ....

لكن يتزامن رحيل الملك "عبدالله" مع مجموعة من المتغيرات لاتتعلق بشخصية الملك وماتركه من فراغ لايمكن ملئه كما ذكرنا سابقاً ......

ولكن في أغلب الأحيان يكون تغير السياسات مرتبط برحيل الأفراد ، وهذا يعني أن تكون الأمور قد نضجت على المستوى الدولي وتكون السعودية قد فقدت قوتها الدافعة كقوة ذات أهمية ليبدا الانتظار إلى مابعد الرحيل ، وكذلك تكون الدول المحيطة قد أخذت نفس الحساب ، وهذا ينساق على الوضع الداخلي أيضا الذي يكون قد نضج للتغير والذي يستمر بفشله في سورية واليمن والبحرين ويتمادى في بطشه ودعمه لداعش والنصرة وذهابه إلى الانتحار ....

فالحديث عن السعودية هنا لايتعلق بقوة وضعف الملك ، فإذا قلنا ان السعودية بعد رحيل الملك"عبد الله" ستلعب دوراً أكبر فلايتوهم أحد أن القادم مكانه هو عبقري وصاحب نظريات دبلوماسية ، وإذا قلنا أن ستتراجع فهذا لايعني أن الذي رحل كان يحمل مركز القرار ......

فالأمر علاقته المحورية والأساسية في المعطيات التي تفرض أن زمن القبة السعودية قد انتهى ، ولذلك يتزامن نعي هذه الحقبة مع نعي الملك وإعادة التموضع ، فبفرض عناوين في هذه المرحلة نستطيع القول أن مبادرة السلام هي أول أمر دُفن مع الملك "عبدالله" لأنها كانت ميتة وتنتظر مراسيم دفنها  ولم يكن يجرأ أحد على دفنها والتي دفنها "شارون " في "جنييف"  ، وبذلك يكون الدور السعودي في الصراع العربي الاسرائيلي قد ذهبا إلى خبر كان ......

وهذه المبادرة  التي وقف مقابلها الرئيس "بشار الأسد " واصر على تضمنها البند الذي طلبه أنذاك الرئيس اللبناني "إيميل لحود" الذي لايسمح بأن تقبلها اسرائيل ولا أن تغطيها أمريكا وهو " حق العودة " للفلسطينببن، وهذا البعد قد انتهى .....

اما البعد الثاني فهو زعامة الخليج والتي تتمثل فيه ركائز الزعامة السعودية في توريط الملك "عبدالله" للرئيس اليمني "منصور هادي" بوعود لم تتحقق أدت إلى استقالته ، وخسارة الحصة السعودية في اليمن ، وكذلك ينساق الوضع إلى البحرين التي كاد يتعلق مصير العرش السعودي بمصيرها ، أما الأمارات فهي  تميل كيف تميل القوة في المنطقة ، واما الكويت فلديها خصوصيتها وهذا مايدل على تلاشي الزعامة السعودية في الخليج أما قطر التي زال دورها بنفس الأسباب التي ستؤدي إلى زوال الحقبة السعودية التي ستبدأ من سورية لتتدحرج الكرة نحو السعودية بالشكل العاكس الذي بدات عليه عام /20011/م وتنهي الحقبة السعودية كما انهت الحقبة القطرية حتى لدى المعارضة السورية والميدان السوري التي اصبحت السعودية  غائية عنه كلياً ، كذلك الأمر في العراق التي لاتملك السعودية فيه نقطة تأثير لامن قريب ولا من بعيد .......

لتبقى مصر والذي فيها مؤشر دقيق وهام وهو في وقت توقيع الاتفاق بين الرئيس اليمني والحوثيين الذي هاجمته السعودية ، كانت مصر في نفس الوقت تؤيده والذي أكد في ماسبق الرئيس " عبدالناصر " أن أمن مصر في اليمن ، فمصر تقف مع ذاتها عندما تقف مع التغير في اليمن ، وهو ماسيؤدي إلى انكفاء سعودي داخل الحدود السعودية وارتضاء دور  لايتعدى حدود بائع النفط ، فالسؤال هنا هو هل تستطيع المملكة تقبل دور دولة ظل في السياسة ؟؟...الاكيد لا

مشيراً أنه على الأرجح ان التعديل في وجهة المملكة كان ينتظر رحيل الملك ، وأن " مقرن" سينفذ أجندة كان متفق عليها مع لامريكيون ، وان هذه الأجندة سوف تتضمن مجموعة عناوين منها سيكون بدا التفاوض مع الإيراني وهو العامل الحاسم ، الذي ربما يكون منه الاتطلاق إلى اليمن والبحرين ولبنان وحتى سورية ، فيما الميدان السوري يشهد أن التركي الداعم لداعش والنصرة وحتى الأئتلاف يقول ان السعودية قد أصبحت خارج هذا الميدان وهي بالتالي خارج العراق أيضا وخارج فلسطين ايضا وايضاً ، مما يجعل التشبيك مع إيران ضرورة ملحة الآن ليكون دور "مقرن " يتساوق مع السياسات الامريكية العامة في المنطقة وبما يحفظ للملكة مكانة في صناعة السياسة التي لم يعد ممكناً صناعتها عن طريق "القاعدة " أو فتح المعارك والاحقاد بدون حساب المصالح والربح والخسارة ، وهذا مايمكن أن يترتبه عليه تسليم الراية السورية للدور المصري لتقوم هي بفك وتركيب المعارضة السورية والوقوف في وجه التركي لتكون جزء من عملية الحلول التي يقول السعودي انه معها في ماتقول ، لنقول انه بعد رحيل الملك عبدالله تدخل المملكة في مرحلة تكون فيها أقل مكانة وتأثيرا فيه .....

اما المحور الثالث المتصل باليمن فقد أكد قنديل أن الاتفاق السابق بين الرئيس اليمني والحوثيون والذي التف عليه الرئيس " منصور هادي " بتحريض سعودي والذي أدى ألى نزول الحوثيين ليسيطروا على العاصمة ودخول المؤسسات الإعلامية والصحافة والتلفزة ، ومقر الرئاسة والرئيس ينتظر الوعد السعودي بأن الحوثيون الذين نزلوا ستجري مقابلنهم بقوة أشد بئساً ، لكن الذي حصل ان كل الذي وعد بهم السعوديون لم يتجرأوا على النزول واستتب الأمر للحوثيون واللجان الشعبية وكان على الرئيس اليمني أحد أمرين أما الرحيل أو الاستجابة فققر الاستجابة وفي اليوم نفسه صُب عليه الغضب السعودي واستقالة مع رئيس الحكومة وبذلك رهان على معاقبة اليمن كما معاقبة لبنان ، وهو وضع الأمور في نصاب أحادي اسمه الفراغ ، ....

لافتا أن الوقائع التي يملكها من خلال التعاطي مع القيادات اليمنية نستطيع القول الأن أن هناك ثلاثة مصادر للقوة ..............

المصدر الاول هو أنه مع نهاية الرئاسة ورئاسة الحكومة تنتقل السلطة الدستورية إلى رئيس مجلس النواب " يحيى الراعي " الذي هو من حلف الرئيس " علي عبدالله صالح" والذي يُعتبر المستفيد الأول من خروج الرئيس "منصور هادي " ورئيس حكومته من الصورة السياسية والدستورية ، وهو رد اعتبار بطريقة  غير مباشرة للرئيس "صالح " ولكتلته البرلمانية .....

أما المصدر الثاني فهو القوة الشعبية والعسكرية والذي يملك منها الرئيس "عبدالله صالح" مفردات مازالت موالية له ويتقاسمها مع الحوثيون في التعامل والتنسيق واللذين لايستجيبون للمعركة التي يريدها السعودي ، وهو مايؤدي للتواصل بين أطراف المثلث اليمني ، فالحراك الجنوبي هو تيار قومي يساري لاعلاقة له بالسعودية ولا بالامريكية ولكن المشكة بين الشمال والجنوب هي في حقيقة الأمر مشكلة عميقة ليس من السهل لملمة شظاياها ، والتي تتطلب المرحلة فيها ضرورة للحوار للخروج بإعلان دستور يحدد اشكال ادارة اليمن في مرحلة انتقالية قيدرالية ولكن بحقيبة مالية وعسكرية وخارجية واحدة بلاضافة لمجلس رئاسي لقيادة المرحلة الانتقالية بتوافق الاطراف الثلاثة للاشراف على انتخابات نزيهة وهو مايمثل الضرورة الملحة بمكان وزمان ليكون اليمن دولة استقلال وطني تراعي مصالح جيرانها وتكون الحرب على الارهاب هي اولويتها  بمحاذاة المصالحة الوطنية ......

معتقداً أننا أمام لحظة تاريخية يجب على أصدقاء اليمن المشاركة في استثمارها يتخللها دور لإيران وسورية والمقاومة في لبنان وموسكوواللذين يشكلون مربع من يقاتل في سورية اليوم والقادرون على صناعة حل في اليمن ......

أما القسم الرابع المتعلق بتداعيات عملية القنيطرة ..

فبعد ماتناولناه في الحلقة الماضية من هذا البرنامج يضيف قنديل ان الغاية من هذه االعدوان هو تفجير وضع المفاوضات الإيرانية الأمريكية على خلفية القول هاهي ايران التي تفوضونها على حدودنا تخرق اتفاق رعاه الامريكيون عام /1974/م ، والرهان الثاني على اصابة معنوية تربك جمهور المقاومة وتزيل المهابة وتُسقط قيمة البعد الاستراتيجي لكلام سيد المقاومة قبل ايام من العملية ، وتصيب المعنويات في سورية فهل حدث هذا ؟؟......

بالعكس فقد شهدنا وقوفاً يبدأ من أسر الشهداء إ‘لى الجمهور العريض في سورية وكل مكان كان عنوانه " لبيك يانصر الله" ، بالأضافة لحلفاء سورية السياسين في لبنان واللذين كان موقفهم داعماً ومسانداً للمقاومة ، حتى الخصوم الذي كان يراهن عليهم الاسرائيلي كان موقفهم من المرة الأولى استنكار للأعتداء بمستوى واضح ، والسابقة كانت في استنكار مجلس الأمن ، فالالتفاف الشعبي والسياسي اسقط الرهان على حالة الذعر ، في مقابل إعلان الإيراني عن استشهاد الجنرال "دادي " ، وحماس التي أبرقت للسيد بان نعمل ونأمل ان تتقاطع نيراننا فوق المحتل ليكونا الانتقام مدوناً ومعبراً بحجم مايستحق الاحتلال وبحجم دماء الشهداء ....

وروسيا التي اعتبرت العملية عدوانية يعتبر موقفها كبيراً وقد كسبته المقاومة ، فوجود المقاومة والحرس الثوري على جبهة الجولان بات امرا واقعاً ، لأن الدماء هي التي تُسقط  الاحراج في الاعلان ...

فقد تعزز وجود المقاومة في الجولان فالشريط من الجهة السورية إلى الجهة اللبنانية قد اصبح مغلق في وجه النصرة ....

فالذعر الاسرائيلي قد سبب الشلل في الشوارع والاسواق وفي الرحلات السياحية ، وحتى في النطاق العسكري ن فهذا يعني ان الخسارة حتى الان هي على الضفة الاسرائيلية وان االربح الان هو على ضفة المقاومة ....

مشيراً إلى أن افتتاحيته تحاكي الخطاب المفترض لسماحة السيد للقول انه ان لم ترد المقاومة وبقي الأمر على ماهو عليه فإنها ستكون ذات تأثير كبير على النتخابات الاسرائيلة ، فالواضح أن اسرائيل خاسرة قبل ان تتلقى الصفعة  وان المقاومة الرابحة قبل ان تطلق الطلقة الاولى ، مؤكداً أن الرد قادم ..

اما في الشأن اللبناني فقد اختتم رئيس شبكة توب نيوز الاخبارية أن " عين الحلوة " بارود قابل للاتفجار ، وعرسال قنبلة موقوتة وان الوضع في الشمال مازال يقول ان مجموعات النصرة وداعش مازالت قادرة على التحرك وقادرة علة استقطاب وتجنيد ابناء الطبقات الفقيرة في الشمال والمحسوبة على تيار المستقبل ، وسكوت احمد فتفت واشرف ريفي وخالد الضاهر ادى إلى انشاء بنية سياسية وعلمائية وعسكرية تستهدف الجيش كل يوم بعمليات متفرقة في انحاء عديدة من لطرابلس والشمال والتي ترتب خسائر والشهداء ومخطوفين ومفقودين ، مضيفاً على أن مخيم "عين الحلوة " يعيش الان حالة من الترقب والقلق لأن حركة فتح تعيش انقسام حقيقي لان "محمد دحلان " يعيش حالة قوة من خلال مجموعات تابعة له وقد رتبت امورها في تحالفات داخل الساحة الفلسطينية في حالة من خلط الاوراق الغريب والعجيب ...........

فهذا القول ياتي في اطار التحذير والتنبيه للقوة الامنية بضرورة الانتباه وان ما يجري هو الان في اطار الواقع .......

وان عرسال والشمال وعين الحلوة هم ثلاثة اطراف لمثلث اذا لم يعالج بين الحكمة والشجاعة وبين الحسم والاحتواء ، وأذا ترك كي يتمكن ان يدير عمليات التفجير في لبنان والذي لاننسى انه الاسرائيلي دائماً ليوقت تفجيرا متزامنا فيها فستكون اوضاعها اشد تأزيمً في طريق بيروت والجنوب اذا تكلمنا عنه "عين الحلوة" ، وحدود لبنان سورية اذا تكلمنا عن عرسال ، فليس من قبيل الخرافة الحديث عن ربط من اطراف الهرمل إلى عكار وصولاً إلى البحر فهذه خطة حقيقية تحدث عنها قائد الجيش لكن على مستوى القرار الحكومي يجب التعامل معها بجدية ووضع خطة امنية عسكرية بالتنسيق اللبناني السوري وبالتفكير العميق في مصلحة لبنان لتجنب الانفجار لمدمر الذي اذا ترك لن تحمد عقباه .

تحرير: ف.م

2015-01-24 | عدد القراءات 4036