سميح التايه: وقف اطلاق النار ، مع استمرار المجازر

 

قرار آخر سيجد طريقه الى رفوف الأمم المتحدة البالية المترحة ، والتي كساها الغبار حتى اختفت معالمها … القرار 194 عام 1948 ، والذي دعى الى عودة اللاجئين الى أراضيهم … القرار 242 عام 1967 ، والذي دعى الى عودة الأراضي الى أصحابها … القرار 338 عام 1973 ، والذي دعى الى وقف إطلاق النار في حرب يوم الغفران ، والبدء في البحث عن حلول عادلة لإنهاء النزاع … اتفاقيات حل الدولتين والاعتراف المتبادل … قرارات وملفات على مدى ثلاثة ارباع القرن بالمئات ان لم نقل بالآلاف ، لم ينفذ 

 

 منها الكيان البائد أي شيء … كل الذي تم تنفيذه هو مزيد من الاستيلاء على الأراضي ، ومزيد من المجازر والتقتيل بحق شعوبنا في المنطقة ، ومزيد من انكار الحقوق و مزيد من التغوّل وتكديس الأسلحة لإجبارنا على الاستسلام … لا يتحدث الإعلام الغربي القاتل والمشارك في ارتكاب الجرائم ضدنا من خلال القتل المتواصل للحقيقة ، لا يأتي هذا الإعلام المجرم على ذكر الانتهاكات التي يرتكبها الكيان الصهيوني أبداً … هو يتحدث عن "الاعمال الارهابية" التي يقوم بها العرب كرد فعل للتغوّل الصهيوني والجرائم وسرقة الأراضي والحصار والتنكيل باعتبار ذلك أعمالًا ارهابية من قبل هؤلاء الفلسطينيين والعرب العدوانيين ضد منارة الديموقراطية والمحبة والسلام … علام يعوّل هذا الكيان السرطاني في كل هذا التنمّر والخروج الفاضح على كل الشرعية الدولية والقانون الكوني والارادة العالمية … كيف يتمكّن هذا الكيان الشاذ من ارتكاب كل هذه الجرائم ، والتمرّد الجامح على المسيرة العامة لشعوب الأرض ولا يجد من يوقفه عند حدوده ويلحق به العقاب المناسب ، ويكبحه عن الاستمرار في غيّه واستهتاره … أما المضحك المبكي في هذه الملهاة فهو الموقف الأمريكي … فمندوبة أمريكا لدى مجلس الامن ، ليندا غرينفيلد امتنعت عن التصويت ، لتمرير قرار وقف اطلاق النار ، بينما تستمر إدارتها في تزويد " اسرائيل " بكل أنواع الاسلحة والذخائر والصواريخ للاستمرار في اطلاق النار … ووزير الحرب الأمريكي لويد اوستن يتمنّى على يوآف غالانت مراعاة اخذ الحيطة والحذر فيما يتعلق بالخسائر البشرية المدنية للفلسطينيين ، بينما يزوّد الكيان القاتل بما يعادل اربعة قنابل نووية من كمية النيران … عين على مزيد من القتل ، وعين أخرى على الشارع والانتخابات القادمة … نفاق وكذب وانتهازية وتملّص من اي بعد أخلاقي على إطلاقه … هذه هي أمريكا … نعرفها منذ مئات السنين .

سميح التايه 

 

2024-03-28 | عدد القراءات 117