دلالات الرد الإيراني الآتي
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- خرجت مواقف واضحة من أعلى مرجع في إيران هو مرشد الثورة والجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة الإمام علي الخامنئي تحسم أمر الرد الإيراني على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق، وتحسم أنه سيكون مؤلما بوصفه أنه سوف يجعل اسرائيل تندم على فعلتها، وتتابعت مواقف القادة الايرانية على عدة مستويات تؤكد ان القرار اتخذ وان الأمر أصبح بين أيدي المعنيين بالتنفيذ.
- الرد نابع بصورة رئيسية، إضافة لمكانة الشهداء الذين تم استهدافهم، الى كون الغارة محاولة لتغيير قواعد الاشتباك واعتبار استهداف المواقع المشمولة بالحصانة الدبلوماسية باتت ضمن بنك الاستهداف، كما هي محاولة لرد الاعتبار لقدرة الردع الإسرائيلية بالقول إن إسرائيل تستهدف متى شاءت و من شاءت وأينما شاءت، ولا تهاب تدحرج الأمور إلى حرب، وهذا معنى الردع، وان إيران معنية بكسر هذا الزعم عمليا بالقول عبر الرد ان على اسرائيل إذا كانت جاهزة للحرب ان تذهب اليها، بحيث يكون عدم الذهاب إقرار بمحدودية الردع الإسرائيلي.
- هذا على الجانب الإيراني، لكن الدلالات على الرد الإيراني بدأت تظهر على الضفة المقابلة الأميركية الإسرائيلية، فقد حملت التقارير التي نقلت مداولات مجلس الأمن الدولي في الجلسة المنعقدة بطلب روسي صيني للنظر في الغارة الإسرائيلية، تفاصيل ملفتة في مداخلة المندوب الأميركي، الذي نفى أن تكون واشنطن شريكا في قرار الاستهداف، محذرا إيران من القيام باستهداف القواعد الأميركية في سياق الرد على العملية الاسرائيلية، والكلام الأميركي اقرار بالمسئولية الاسرائيلية، وإقرار بمعلومات اميركية عن وجود تحضيرات ايرانية ملحوظة للأميركي للقيام بالرد وخشية من ان يشمل اهداف اميركية، وإقرار بمشروعية استهداف مواقع اسرائيلية عبر حصر التحذير بالاشارة للمواقع الأميركية وليس بالرد بحد ذاته.
- في كيان الاحتلال بعد مرور يوم ونصف على الغارة، بدأت مرحلة جديدة من الاستنفار والاستعدادات، يبدو أنها بنيت على ورود معلومات استخبارية، جوهرها أن هناك تحضيرات جدية للرد الايراني، وان كيان الاحتلال سوف يكون ساحة من ساحات هذا الرد، وليل امس تم الاعلان عن استنفار شبكات الدفاع الجوي ودعوة الاحتياط من جنود وضباط سلاح الجو والدفاع الجوي الى الالتحاق فورا بالمواقع المقررة لهم، وتمت دعوة الجبهة الداخلية الى الاستنفار وإصدار ترتيبات وتعليمات للمستوطنين للتعامل مع المستجدات المتوقعة.
- حتى يتم الرد الايراني تقف امريكا واسرائيل على قدم واحدة، ليعرف كل منهما نصيبه من الرد، بعدما قالت إيران ان تبرؤ أميركا لا يعفيها كحليف داعم لاسرائيل من المسؤولية عن الغارة وسائر الجرائم الاسرائيلية التي ما كانت لترتكب لو الدعم والحماية اللتين تقدمهما واشنطن لتل أبيب.
2024-04-03 | عدد القراءات 559