يتحدث أبناء الضفة الغربية ، بطريقة فيها الكثير من السخرية والمرارة ، أنهم يستدلّون على مقدم قوات الاحتلال الى مناطقهم في حالات الاقتحام ، حينما يلاحظوا ان قوات أمن السلطة ، سلطة اوسلو ، بدأت بالانسحاب واخلاء أماكن تموضعها خروجًا الى مناطق بعيدةً ، مما يعني ان هذه القوات تتلقى أمرًا بالانسحاب من المناطق التي ينتوي الاحتلال اقتحامها …. اي ان قوات أمن عباس وماجد فرج وحسين الشيخ ، تقوم بدلاً من التصدي للدفاع عن أبناء جلدتهم ، بالابتعاد بعيدًا ، حتى يأخذ جنود الاحتلال راحتهم في التنكيل بشبابنا والتعدّي على بناتنا ، والبطش بشيوخنا ونسائنا ، وليس هذا فحسب ، بل سرقة كل ما يحلو لهم سرقته من أموال ومجوهرات ومقتنيات ، ثم بعد ذلك اعتقال من يحلو لهم اعتقاله بعد ضربه وإهانته وإيذائه ثم الزجّ به الى غياهب السجون إلى أجل غير مسمّى … التقاعس عن إلحاق العقاب بالخونة ، وجعلهم عبرة لمن تسوّل له نفسه ارتكاب جريمة الخيانة هو ما يشجّع دعبس وفرج والشيخ وغيرهم للتمادي في الخيانة ، واستسهال ارتكاب هذه الجريمة البشعة في حق شعبنا ووطننا ووجودنا … ها هي المعلومات تترى تباعًا عن دور ماجد فرج ، كبير عملاء اسرائيل في المؤسسة الامنية للسلطة في ارسال بعض عناصره الى غزة لاستحضار المعلومات من داخل مستشفى الشفاء لتمريرها الى قوات الاحتلال… لست من اولئك الذين يرون في التعامل الطّريّ المتسامح مع الخونة … مسلك حضاري انساني يستدعي المباهاة والتفاخر به … ان التسامح مع الخونة يلحق الضرر الفادح ببقية افراد المجتمع ، لأنه يشجع بطريقة غير مباشرة على الخيانة ، وبالذات في ظل اوضاع إقتصادية منهارة … وحينما تناول القرآن مسألة الجريمة ، ومن ضمنها جريمة الخيانة ، أدلى بتوصية هي بمثابة أمر لممارسة القصاص … لأن فيه حياة لكل الأمة… " ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون " … صدق الله العظيم … حتى الذين هم ليسوا من المسلمين يدركون مدى أهمية عقاب الخونة والقصاص منهم … فالمقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي قامت بتصفية سلطة فيشي الخائنة بلا رحمة ، كي ترسل رسالة الى الأمة الفرنسية ، بأن لا رحمة للخونة … وسلطة دعبس بالقياس هي أسوأ من سلطة فيشي التي اوجدها الاحتلال النازي خدمة لاحتلاله … ولست أدري كيف تبقى حتى الآن من دون الاقتصاص منها على كل هذه الخيانة والتماهي مع الاحتلال ، والانبطاح الكلّي بلا حدود ، لتمكين الاحتلال من تحقيق أهدافه في ابتلاع كل ارض فلسطين وإبادة وتهجير شعبنا … لست أدري ، ولا يمكنني ان أفهم استمرار بقاء هذه السلطة الخائنة حتى النخاع .
سميح التايه
2024-04-05 | عدد القراءات 285