صباح القدس للعيد، يطل هلاله من جديد

صباح القدس للعيد، يطل هلاله من جديد، ولن نقول له بأي حال عدت الينا، وقد تكاثرت المصائب علينا، فرغم الألم ومرارة الجراح، لا زلنا نحمل السلاح، ونقاتل على خطوط النار، أسياد القرار، لا نقيس النتائج بحجم التضحيات، وقد خسرنا في حروب عبثية من الآلاف مئات، ودمرت في بلادنا المنشآت، وهذه المرة يكون ثمن الدماء إنجازات، وثمن الجوع صمود، وإثبات وجود، وغزة ومن خلفها جنوب لبنان والعراق واليمن، تعيد كتابة الزمن، وتقول للعالم انه زمان العرب، وقد خرجوا من العلب، واشهروا سيف الغضب، و تحدوا الموت بالأرواح، يتقنون استخدام السلاح، ويكسرون شوكة الكيان، ويذلون العنصرية الغربية، يعيدون عقارب الزمان، إلى أيام الفتوحات العربية، ويقولون أن جيش العرب الجديد هو المقاومة، ومالنا ومال الحكام، ففي الأيام القادمة، قررنا أن نتركهم نيام، وجودهم مثل العدم، لا يهشون ولا ينشون مثل الغنم، وهم قالوا انهم النعاج، في زمن الذئاب، فقامت المقاومة بالنار تقوم الاعوجاج، وتقاتل الإرهاب، وردت الصاع صاعين، وكانت للرطل رطل ووقية، وطبقت مبدأ العين بالعين، وكتبت للتاريخ بقية، فترنح الاحتلال، وهرب من القتال، ورغم القتل والتدمير، بدأ التغيير، والعالم كله عالق في منتصف الطريق، والأميركي في البحر الأحمر غريق، كلهم يبحثون عن مخرج، مهزوم ومحرج، وقد دخلوا القنينة، والمقاومة تمسك الفلينة، وصارت غزة تختصر الكون في مدينة، ترسم للشعوب الطريق، كنار الإغريق، تكتب الملاحم، اين هيرودتس والأوديسة، الشعوب المحتلة لا تسالم، بل تضع للسلم مقاييسه، وتصنع على مقاس الكرامة الربيع، وتحاسب من يشتري ويبيع، ومن يروج للتطبيع، وتقول هنا غزة اين منها طروادة وسبارطة، من هنا ترسم للعالم خارطة، وقد صارت عاصمة العواصم، والعالم في خنصرها خاتم، يستفيق وينام على ايقاعها، والشعوب تبكي أوجاعها، وتهتف لها بالحرية، وقد وهبت للعالم قضية، وأيقظت الشعوب على الحقائق، وكشفت كل مخادع ومنافق، وصاغت المعادلة على حد السيف، وهتفت نحن رجال محمد ضيف، فرد اليمن ولبنان، بالحرب على الكيان، وتوسيع مدى الجراح، على مدى السلاح، وقال العراق، فلتخلط الأوراق، وتتحد البحار، وليفهم التجار، ان الكيان تحت الحصار، ما دامت غزة محاصرة، فقد صدر القرار، بالولادة من الخاصرة، وغزة ليست خاصرة رخوة، بل رمز القوة، وعنوان العيد بالنخوة، انصروا غزة، ونالوا من عبق الدماء عزة، هذا تاريخكم، وهذه صواريخكم، وقد بات العالم يقيم لكم ألف حساب، وقد تعرف الى العربي بالكوفية، بلا ألقاب، يدافع عن البلاد، بلا ربطة عنق بل بقطبة مخفية، يرسم خريطته كحائك السجاد، وان تجرحت الأنامل، فلأن الأمة لم تمت ولا زالت تقاتل، وفي العيد نبارك، عاشت المعارك، والنصر علينا ليس بغريب، أليس الصبح بقريب.

#ناصر_قنديل

2024-04-10 | عدد القراءات 241