لماذا يحزن بعض اللبنانيين أكثر من نتنياهو؟
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- تحمل بعض التعليقات اللبنانية قبل وبعد الرد الإيراني على الغارة الاسرائيلية التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق، قدرا من الشعور بالحزن تجاه هذا الرد يزايد على حزن بنيامين نتنياهو، فلماذا؟
- نتنياهو حزين لأن اسرائيل لم تعد بعيون الغرب واميركا جيشا لا يقهر وكيانا يمكن الاعتماد عليه، بل صار عليها لتجنب مخاطر المواجهة مع إيران أن تحتمي وراء أمريكا ودول الغرب، ويحزن بعض اللبنانيين لأنهم خسروا مع تراجع مكانة وقوة اسرائيل عدوا لقوى المقاومة، وما يهمهم هو حزب الله منها، وبالتالي سقط الرهان على ما يمكن أن تقوم به إسرائيل لإضعاف حزب الله.
- نتنياهو حزين لأنه فشل في صناعة مشروع حرب تنخرط فيها واشنطن ضد طهران، وسقط بذلك رهانه على اضعاف ايران عبر الاستقواء بقوة واشنطن، وتضييع هزيمته أمام قوى المقاومة في معمعة حرب تعم المنطقة، وقد خسر هاتين الفرصتين، ويحزن بعض اللبنانيين لأنهم كانوا يراهنون على فوز نتنياهو برهانه، وبالتالي اضعاف ايران او اشغالها واستنزافها، أملا بأن ينعكس ذلك ضعفا وتراجعا على وضع حزب الله.
- من الزاوية المنطقية ليس لدى هؤلاء أي سبب لبناني للخصومة مع حزب الله وما نتج عنها من كراهية، وإذا دققوا قليلا سوف يكتشفون ان حزب الله لم يترجم قوته بوجه اسرائيل في السعي لنيل مكاسب حزبية أو طائفية في التركيبة اللبنانية، على حساب أي طرف لبناني حزبي أو طائفي، بل انهم ورثوا العداء لحزب الله من تاريخ علاقتهم باسرائيل التي صوروها وتصوروا أنها قوة لا تقهر، وقد أسقطت المقاومة وفي طليعتها حزب الله كل نظرياتهم التي برروا بها مخاطرتهم بلبنان واللبنانيين، وهم بحقدهم على حزب الله يعبرون عن عقدة ذنبهم وعقدة نقصهم والتي يبدو ان لا شفاء منها.
2024-04-15 | عدد القراءات 121