الأردن والوضع الحرج!
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- ثلاثة دول تعيش مأزقا حرجا كلما بدا أن منازلة شديدة القسوة في الأفق بين ايران و"اسرائيل"، وهذه الدول هي الأردن والبحرين وأذربيجان، وهي دول ترتبط مع اميركا واسرائيل باتفاقيات ومعاهدات تجعلها في سياساتها، وفي خططها العسكرية ضمن حلف تقوده واشنطن ويضم تل أبيب، وهذه الدول تقدم تسهيلات عسكرية علنية لإسرائيل، والأردن فتح الأجواء لعمليات التصدي للرد الإيراني على الضربة الإسرائيلية التي استهدفت القنصلية الايرانية بدمشق، وأذربيجان تستضيف أسراب طائرات حربية اسرائيلية، والبحرين يستضيف محطة استخبارات اسرائيلية وقاعدة الأسطول الخامس الأميركي.
- الدول الثلاثة تقع في مجال حيوي في أي مواجهة ايرانية اسرائيلية، حيث أذربيجان والبحرين على حدود إيران، البرية او البحرية، والأردن ممر إلزامي للطائرات والصواريخ الاسرائيلية نحو ايران وبالعكس، وايران ابلغت بصورة حاسمة أن كل دولة تقدم تسهيلات عسكرية لصالح الرد الاسرائيلي على ايران، سوف تكون هدفا مشروعا للرد الإيراني.
- من بين الدول الثلاثة يقع الأردن في الواجهة أكثر من غيره، خصوصا بعدما ظهر خلال الرد الإيراني قبل يومين أن الأجواء الأردنية كانت من جهة معبرا لأغلبية الصواريخ والطائرات المسيرة الايرانية، ومن جهة مقابلة المنصة الأهم التي استعملها الأميركيون للتصدي لهذه الصواريخ والطائرات المسيرة، لكن بالمقابل فإن هذه الأجواء الأردنية هي معبر مميز للطائرات الاسرائيلية نحو ايران، فكيف سوف يتصرف الأردن عندما تقرر "اسرائيل" الرد وتطلب تسهيلات أردنية لعبور طائراتها؟
- اذا سمح الأردن للطائرات الإسرائيلية باستخدام أجوائه لضرب ايران، فالاكيد ان ايران لن تتسامح وسوف تعتبر ذلك مشاركة في استهداف إيران، وبالمقابل هل يملك الأردن من خلال السيطرة الأميركية عبر قواعد جوية وشبكات صواريخ ثاد وسواها على الأجواء الأردنية، قدرة التحكم بالأجواء بحيث يقول نعم ولا لإسرائيل؟
2024-04-15 | عدد القراءات 162