مانشينت 17/4/2024

واشنطن وتل أبيب: شراكة استراتيجية في الخسائر …وارتباك في خيارات الرد

زمن الردع الإيراني يفرض إيقاعه وقلق اميركي اسرائيلي من تبعات المواجهة

المقاومة تستهدف القبة الحديدية مرتين وتشعل النيران فيها…وغارات انتقامية

كتب المحرر السياسي

دخل الأميركيون والإسرائيليون في مرحلة الحسابات الدقيقة لمخاطر ومكاسب الرد وعدم الرد على عملية الردع الايرانية ليل 14 نيسان، ردا على الغارة الاسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق، حيث كل من الخيارين محفوف بمخاطر أقلها التسليم بموازين جديدة تكون لإيران اليد العليا فيها على مستوى المنطقة، وما لذلك من انعكاسات على مكانة "إسرائيل" الاقليمية وهي في قلب حربها الخاسرة على جبهات غزة ولبنان، و استطرادا على النفوذ الأميركي في المنطقة الذي تمثل "اسرائيل" القوية المهيمنة قاعدته الرئيسية، وبالمقابل فإن الرد يفتح الباب لمواجهة تبدو إيران جاهزة لخوضها وقد أعدت لها عدتها، رغم تأكيدها أنها لا تسعى إليها لكنها لا تخشاها، وحتى منتصف ليل أمس كانت المعادلة المعلنة تقوم على أن القرار يعود ل"اسرائيل" وان واشنطن تحترم ما سوف تقرره تل أبيب وأنها تلتزم بحماية "اسرائيل" مهما كان قرارها، بينما تحت الطاولة يستمر التشاور الأميركي الإسرائيلي على مستوى الخبراء لبلورة جواب يتيح ردا لا يؤدي الى المواجهة المفتوحة او الى رد ايراني أشد قسوة، وهذا ما ظهر في تردد مجلس الحرب في كيان الاحتلال تجاه بلورة قرار واضح.

إيران دخلت مرحلة الاستعداد لفرضيات الرد الاسرائيلي، عبر اجراءات دفاعية لحماية الأجواء الايرانية، وتحصين المنشآت النووية والعسكرية والصناعات الحساسة، وبالتوازي الإعداد لرد قالت انه سوف يكون سريعا وفوريا على أي استهداف اسرائيلي لأي من المصالح الايرانية داخل إيران وخارجها، مجددة التأكيد انه هذا الرد سوف يكون عشرة أضعاف الرد الذي سبق، والذي إرادته إيران محدودا ومحددا عقابا على استهداف القنصلية، لكن الجديد كما يقول المسؤولون الإيرانيون هو أن زمن احتواء الضربات قد انتهى، وقد ادى مهمته في اتاحة الوقت اللازم لبناء القدرات اللازمة لمواجهة كبرى من جهة، وتمكين محور المقاومة وقواه من امتلاك الجهوزية اللازمة لأي منازلة قادمة.

على جبهة لبنان صعدت المقاومة عملياتها، فاستهدفت القبة الحديدية مرتين في قاعدة بيت هلل، وأشعلت الحرائق فيها، وردت قوات الاحتلال بغارات انتقامية في دبعال والشهابية كانت حصيلتها اربعة شهداء، وكان رد المقاومة استهداف قاعدة ميرون للمراقبة الجوية وقيادة اللواء الشرقي 769 في كريات شمونة.

 

 

2024-04-16 | عدد القراءات 93