التعليق السياسي 17/4/2024

من يريد فعلا إنهاء ملف النازحين السوريين؟

التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل

- فتح ملف النازحين السوريين على مصراعيه بعد حادثة مقتل المسؤول في حزب القوات اللبنانية باسكال سليمان على يد عصابة سرقة سيارات لبنانية سورية كما قالت تحقيقات مخابرات الجيش اللبناني، وما أعقبها من أفعال انتقامية عنصرية بحق السوريين العابرين على الطرق الدولية، بمن فيهم الزوار، وتجييش البعض حملات تطهير عرقي بحقهم في الأحياء والمحال التجارية.

- تدخلت سفارات الدول الغربية والمنظمات المانحة لوقف الحملات العنصرية، والأحزاب السياسية التي ينتمي إليها الذين جيشوا الحملة تخشى غضب السفارات، فأعلنت ادانة الاستهداف العنصري، والسفارات لم تعترض حبا بالسوريين بل حرصا على الدور الذي تدخرهم لأجله وتعترض على عودتهم الى بلادهم بسببه، وهو المواجهة مع المقاومة في توقيت مناسب ومناخ احتقان مذهبي لا يبدو متاحا، أو التلاعب بالوضع السياسي السوري عبر تصويتهم في استحقاقات دستورية قادمة، وتخشى لمناخ الاحتقان بينهم وبين هذه الأحزاب الحليفة للغرب أن تخرب عليها هذه الفرضيات.

- منذ هدوء العاصفة والكلام السياسي اللبناني يشهد حفلات زجل تحت عنوان اولوية اعادة النازحين، ويصدق البعض هذا الكلام عن الأولوية لما يرافقه من شواهد تتصل بالدعوة إلى مواقف حكومية وقضائية وامنية تعالج بعض الظواهر السطحية في الملف، بينما الكل يعلم ان الملف سياسي بامتياز وحله السياسي ليس عند الدولة السورية ولا عند حلفائها ولا عند النازحين، فالكل يعلم أن أكثر من 75% من السوريين المقيمين في لبنان يذهبون الى سوريا ويعودون منها، ما يعني أن ربط العودة بالحل السياسي للأزمة السورية مفتعل وخبيث، وان القضية ببساطة هي بمواقفه المانحين الغربيين على نقل تمويل مساعدات النازحين من لبنان الى سورية ورفع العقوبات عن المشاريع الخاصة بالبنى التحتية في المدن والبلدات السورية، وأن هذه الدول الغربية المانحة لا تزال ترفض ذلك وفي طليعتها صاحب العقوبات الأميركي.

- أولوية دول الغرب وأميركا في المقدمة هي المواجهة مع المقاومة ومع الدولة السورية، وهي لذلك تتمسك ببقاء النازحين، فهل حسم الذين يقولون بأولوية عودة النازحين أمرهم، ولم تعد طليعة أولوياتهم مواجهة المقاومة والدولة السورية، بينما الواقع وخطابهم يقولان العكس، وحيث لا يمكن الجمع بين أولويتين متناقضتين، فإن من يتصرف على أن أولويته مواجهة المقاومة والدولة السورية ويستقوي بالغرب ويلجأ الى حضنه، لا يجرؤ على مواجهة الغرب والقول إن معيار علاقات لبنان الخارجية دولة وأحزاب هي موقف الخارج دولا ومنظمات من قضية عودة النازحين، ومعيارها نقل تمويلهم الى بلادهم ورفع العقوبات عن مشاريع اعادتهم ومستلزماتها.

- من يقول خلاف ذلك كذاب ومنافق، ويستخدم الحديث عن عودة النازحين للاستثمار الإعلامي ولا يستحق حتى النقاش.

 

2024-04-16 | عدد القراءات 154