التعليق السياسي 18/4/2024

لماذا يتردد نتنياهو بقرار الرد؟

التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل

- لم نعد نسمع أصوات الساخرين من الرد الإيراني، بانتظار أن يحسم بنيامين نتنياهو أمره، وهو يواصل تقليب الخيارات بطن على ظهر حتى يستقر على أحدها، فكيف يستقيم الاستهزاء بالرد الايراني اذا خرج نتنياهو غدا يقول ان هذا الرد أصاب مفهوم الأمن القومي لكيان الاحتلال وشكل اذلالا لا يمكن السكوت عليه، وقرر بناء على ذلك خوض غمار الرد، وماذا سيقولون بعد السخرية من الرد الإيراني إذا خرج نتنياهو ليقول إنه فضل الحفاظ على العلاقة المتينة مع الحلف الذي كان شريكا بحماية الكيان بقيادة أميركية، والنزول عند رغبة هذا الحلف بعدم الرد على إيران تفاديا لمواجهة قد تخرج عن السيطرة.

- الرد الإيراني حدث مفصلي في تاريخ المنطقة شاء من شاء وأبى من ابى، وما بعده غير ما قبله، وهو يلقي بظلاله على كل شيء، خصوصا انه تعبير عن قرار إيراني استراتيجي عبرت عنه المواقف الايرانية اللاحقة من فرضية الرد الاسرائيلي، بقول ايران انها سترد بقوة على أي رد اسرائيلي مهما كان صغيرا وبسيطا وانها سوف تعاقب امريكا اذا شاركت في الرد، وتحاسب أي دولة في المنطقة تقدم تسهيلات لعمل اسرائيلي ضد ايران، ونحن أمام إيران العظمى، الدولة المقتدرة التي بنت تفوقا تكنولوجيا بعقول ايرانية ترجمته الصواريخ والطائرات المسيرة، كما ترجمه الملف النووي الايراني.

- كان نتنياهو يدرك خطر التحدي الإيراني، وهو كسائر الصهاينة يعلم أن إيران وضعت نصب عينيها مواجهة الكيان، وكان يأمل بلحظة تتفرغ فيها أميركا من الحروب الأخرى ليشارك معها بحرب استباقية على ايران، قبل ان يخرج هذا العملاق من القمقم وقد أتم بناء قدراته اللازمة لخوض حرب، لكن الزمن قد فات، وها هي ايران بكل اقتدار حاضرة، وأميركا تسلم بالعجز عن خوض حرب، و تدعو نتنياهو إلى عدم المغامرة.

- نتنياهو وكل أعضاء مجلس حربه، المختلفون على كل شيء اتفقوا على أن الرد وجودي بالنسبة للكيان، لكنهم يجمعون على أن الرد فوق طاقة الكيان وحده، ويجمعون ان المخاطرة قد تشعل حربا سيكون الكيان خلالها أمام اختبار وجودي أشد قسوة، وأمام نصائح الذين لا حرب بدونهم، لتفادي الحرب، يتجمد القرار الاسرائيلي عند عنق الزجاجة، والمعادلة التي كانت بحثا عن رابح رابح من زاوية النظر الإسرائيلية، ان قاتلت تربح وإن لم تقاتل تربح، وعليها اختيار الربح الأعلى، صارت خاسر خاسر، حيث ان ردت اسرائيل تخسر وان لم ترد تخسر، وعليها أن تختار الخسارة الأقل، والاختيار بين ربحين لا يقارن بالاختيار بين خسارتين.

 

2024-04-17 | عدد القراءات 619