سميح التايه: التآكل

ثلاثمائة من الصواريخ البطيئة ، وبضع عشرات من المسيّرات التي لا تندرج في قائمة أحدث ما صنعته الصناعات الحربية الإيرانية ، استغرقت تسع ساعات منذ لحظة انطلاقها من الاراضي الايرانية ، وحتى وصولها الى الأجواء "الاسرائيلية"… أطاحت بالمقدرة الردعية للعدو ، ومزقت هيبة جيشه الذي اعتبر في وقت من الاوقات ، واحداً من أفضل عشر جيوش في العالم … الخبراء العسكريين الصهاينة يقولون انه في حالة اندلاع حرب شاملة مع حزب الله ، فإن على "إسرائيل " ان تتوقع سقوط 5 آلاف صاروخ يوميًا على الكيان ، يعني أكثر من اثني عشر ضعف ما اطلقته ايران على الكيان الصهيوني منذ يومين … وليس هذا فحسب ، بل ان فترة الإنذار التي بحوزة الجيش الصهيوني لن تتجاوز الثلاثة دقائق فقط لا غير … فماذا سيحدث لهذا الكيان الهش لو تداعت الامور وتدحرجت نحو حرب شاملة شارك فيها بالإضافة الى إيران وسوريا ، حزب الله ، والحشد الشعبي ، وأنصار الله … أفيغدور ليبرمان ، وزير الامن " الاسرائيلي " الأسبق قال البارحة ، وبعد الضربة الايرانية التاريخية أنه لولا الدعم الأمريكي في وسائط الدفاع الجوي المنتشرة في المنطقة ، والمعطيات التي زودت الكيان بها أولاً بأول ، لكانت "إسرائيل " في خبر كان … هذا الكيان هو في حالة تآكل على كافة الاصعدة … هو في حالة تآكل ديموغرافي … وهو في حالة تآكل في قواه الردعية ، وهو في حالة تآكل في مقدرته الاقتصادية ، وأخيرًا وليس اخراً هو في حالة تآكل قاتلة في قواه المعنوية … ليس من قبيل المبالغة ما ندعيه بأن هذا الكيان آيل الزوال الحتمي خلال فترة قصيرة قد لا تخطر على بال الكثيرين ، ولعل أهم الأسباب التي تدعو الى هذا الاعتقاد ، هذه الحكومة المفعمة بالحمقى بطريقة لم يسبق لها مثيل .

سميح التايه 

 

2024-04-17 | عدد القراءات 106