سميح التايه: لا أقل من النهر الى البحر

حتى لو تزاحم " الاسرائيليون " كما تتزاحم الأبقار الشاردة بالملايين نحو مخارج الكيان للفرار بعيدًا إلى البلاد التي أتوا منها وهم يلعنون اليوم الذي صدّقوا فيه ترّهات منظري صهيونيتهم الآثمة حول أرض الميعاد ، والأرض بلا شعب التي تنتظر بوَلهٍ الشعب بلا أرض ، حتى لو تزاحم هؤلاء مغادرين بلا إياب ، وراحلين بلا عودة ، فسيبقى العبّاسيون في فلسطين ، والسنيوريون في لبنان يؤمنون بأن المقاومة لا تفيد في حالة التعرّض للعدوان والاحتلال ، وأن أكثر الأمور نجاعةً في مثل هذه الظروف ، هو الإنبطاح على البطن بلا حراك ، مع الايعاز للآخرين الذين لمّا ينبطحوا بعد ، وقبل ان تتاح لهم الفرصة للانبطاحة العظمى ، ان يقدموا استكانات الشاي بالنعناع للقوات الغازية ، ولا بأس ببعض الكلمات المرحبة والمتمنية للغازي حسن الإقامة في أرضنا والبقاء الطويل والسلامة والأمان … نبشّر هؤلاء الانبطاحيون بأن زمن العربدة قد ولّى ، وان الكيان الزائل قريبًا ، والذي لا يريدون ان يصدقوا بأنه قد تهشّمت قدرته الردعية ، سوف تحيله زنود وسواعد وقبضات أبطال فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن وإيران الى هباءً منثورًا… لا زلنا نذكر ولم ننسى ان هذا الكيان القاتل كان يردّ خلال دقائق بنيران ماحقة على أي اطلاقات للنار ، ولو عن طريق الخطأ ، من دول الإطار ، وبالذات من لبنان … الآن يفكّر ألف مرة … ويحاول ان يتحاشى العواقب التي ستحيق به … حبذا لو يكون مقاتلينا الأشاوس في مقاومة غزة ، جاهزون للانتقال في حالة اندلاع حرب شاملة ، تشترك فيها ايران وحزب الله وسوريا والحشد الشعبي وانصار الله ، للانقضاض على غلاف غزة والمدن والمستوطنات داخل اراضينا المحتلة بمحاذاة غزة ، للامساك والإحتفاظ بها مبتدئين بحرب التحرير الكامل لترابنا من النهر الى البحر .

سميح التايه 

2024-04-18 | عدد القراءات 123