مانشينت 23/4/2024

200 يوم على الطوفان والكيان يغرق…والتسونامي الإيراني يجتاح قوة الردع

استقالة رئيس المخابرات العسكرية تنذر بدومينو تفكك المؤسسة الأمنية والعسكرية

الضفة تشتعل والمقاومة العراقية تستأنف ضرب الأميركيين…ومرحلة جديدة

كتب المحرر السياسي

لم يمر بخيال أحد احتمال أن ندخل في حرب مئتي يوم وأكثر والعداد يسجل المزيد، وتكون قوى المقاومة في غزة قادرة على مواصلة القتال بينما جيش الاحتلال المصنف بين القوى عالميا، يلهث وراءها ويتهالك، ويعجز عن تحقيق صورة نصر واحدة، ويحدث هذا بعد أن نفذت المقاومة عملا تاريخيا بحجم طوفان الأقصى الذي أسقط قدرة الدرع وصورة الجيش الذي لا يقهر، ورغم قساوة المشاهد التي تأتي عن معاناة أهل غزة وما لحق بمساكنهم ومنشآتهم من دمار وما لحقهم من تشريد وقتل وتجويع ، وحجم الخسائر البشرية في صفوفهم خصوصا من النساء والأطفال، فإن هذه التضحيات التي يقدمها أهل غزة، وهم يفتخرون بها علامة على قرارهم المساند لمقاومتهم حتى تحقيق النصر أو الاستشهاد كما يصرحون، فيسقطون خطط الاحتلال لتحويلهم قوة ضغط على المقاومة بفعل الدماء والدمار، لكن هذا الدمار والقتل بقيا الإنجاز الوحيد لجيش الاحتلال، وقد بلغت الاثار المترتبة على صورة جيش الاحتلال بسببها صورة الجيش القاتل المجرم، كما تردد كل شوارع العالم، وفي مقدمتها الشارع الأميركي، وكانت من نتائج هذه الصورة سقوط السردية الصهيونية للقضية الفلسطينية وتفوق السردية الفلسطينية عليها عالميا.

الطوفان الذي أغرق الكيان ولا يزال دفع بقياداته المتهورة إلى التحرش بإيران املا بحرب اميركية ايرانية يربطون بها مصير حربهم، فكان التسونامي الإيراني الذي أكمل مفاعيل الطوفان وأطاح بما بقي من قوة الرد، ليس لدى الكيان فقط، بل لدى راعيه الأميركي، الذي كان اللاعب المحوري في مواجهة الصواريخ والطائرات المسيرة الايرانية التي استهدفت الكيان، ودخلت المنطقة مع التسونامي ومفاعيل الطوفان مرحلة جديدة، معلنة سقوط الزمن الاسرائيلي في المنطقة.

من أولى تداعيات الطوفان والتسونامي على داخل الكيان، في ظل الانشقاقات والتشتت والضياع والهجرة المعاكسة وسقوط الثقة بالجيش والأمن بل بالقدرة على البقاء، جاءت استقالة رئيس المخابرات العسكرية الجنرال أهارون هاليفا، الذي فشل في توقع الطوفان، وتوقع نجاح عملية استهداف القنصلية الايرانية في دمشق دون رد إيراني، وتتحدث وسائل الإعلام في الكيان عن توقعات بتدحرج استقالات في المؤسسة الأمنية والعسكرية، وصولا الى مطالبة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالاستقالة باعتباره المسؤول الأول وفقا لصلاحياته عن كل إخفاق.

في جبهات المواجهة سجلت تحولات توحي ببداية مرحلة جديدة، حيث خرجت الضفة الغربية الى تصعيد عملياتها وخوض الاشتباك المفتوح مع قطعان المستوطنين، وقدم مخيم نور شمس نموذجا معبرا عن هذا التحول، فيما أعلنت المقاومة العراقية العودة الى عملياتها ضد قوات الاحتلال الأميركي بعدما علقتها لشهرين، افساحا في المجال للتفاوض الذي تجريه الحكومة العراقية مع قيادة القوات الأميركية، وفي بيان لكتائب حزب الله إعلان فشل زيارة رئيس الحكومة العراقي الى واشنطن في الحصول على التزام أميركي جدي بالانسحاب، وكانت عمليات أول أمس على القواعد الأميركية في حقل العمر في شرق سورية اشارة الى وضع القرار موضع التنفيذ.

 

 

2024-04-22 | عدد القراءات 114