فضيحة القمع في الجامعات الأميركية
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- ليس جديدا انحياز الادارات الاميركية الجمهورية والديمقراطية لكيان الاحتلال، لكن هذا الدعم كان يراعي دائما الحفاظ على مظهر أميركي تقليدي يتصل بحرية التعبير، التي تجري مصادرة الكثير من وجوهها الحقيقية، لكن بقيت حرية التظاهر والتجمع والاعتصام، موضع مراعاة باعتبارها واحدة من العناوين الدستورية لمفهوم العظمة الأميركية.
- هذا الهامش من الحريات الذي حرصت عليه الادارات الاميركية المتعاقبة، في ظل قبضة أمنية حديدية على الإعلام وسائر وجوه حرية التعبير، كان يتسع كلما اقتربنا من فئات الشباب، وكانت الجامعات خلال حرب فيتنام هي يؤر معارضة الحرب، وحتى عندما استهدفت التظاهرات المعارضة للحرب بذريعة منع الشغب والاعتداء على الأملاك العامة كان الحرص على أن تبقى الجامعات الأميركية بعيدة عن هذا القمع.
- يبدو أن الأمر هذه المرة في حال الكيان والموقف المتغير ضده في الشارع الأميركي وبين الشباب خصوصا، شديد الخطورة بعيون صناع القرار الأمني الأميركي، الى حد ان الجامعات الأميركية تستباح من قوات الشرطة، وتنتهك حرمتها، وإدارات الجامعات يجري تغييرها على قياس مدى تسامح إداراتها مع النشاط الشبابي المناوئ لكيان الاحتلال، وكل يوم هناك عشرات من الطلاب المعتقلين من داخل الحرم الجامعي تحت ذرائع من نوع خطر العنف واللاسامية والتحريض على الكراهية وسواها من الحجج الواهية.
- إذا كانت خصوصية الكيان أميركيا تجعل الدولة العميقة تجند توحشا اعلى مما فعلت أثناء حرب فيتنام، فهذا ربما يكون جانب من التفسير للمشهد المستجد المشين والمخزي، لكن الجانب الآخر يبدو أنه يرتبط بإدراك حجم التحول الذي أدخلته حرب غزة على الوعي الشبابي الأميركي، لما هو أبعد من التضامن مع غزة وفلسطين، حيث يتحدث كثير من الطلاب على وسائل التواصل الاجتماعي عن حجم التغيير الثقافي الذي أحدثته حرب غزة، الى حد يقول هؤلاء إن غزة حررتنا وقد آن أوان ان نرد لها الدين ونحررها، وليس أمرا بسيطا أن يقول 51% من الشباب الأميركي لاستطلاع رأي جامعة هارفرد وشركة هاريس أنهم يرون الحل الجذري لحرب غزة، بإعادة فلسطين من البحر الى النهر الى اصحابها الفلسطينية وازالة كيان الاحتلال.
- مثل هذا حدث عبر التاريخ، لكنه في كل مكان وزمان كان يحدث فيه كان يقول شيئا واحدا هو ان تغييرا تاريخيا كبيرا قيد الحدوث.
2024-04-22 | عدد القراءات 109