صباح القدس لمنازلة الحمقى والأغبياء، الذين يتوهمون بسبب ماضيهم أنهم ما زالوا أقوياء، ولا يفهمون فعل الزمن، ولا معنى نهضة الشعب للدفاع عن وطن، ويظنون الحرب مجرد مال وسلاح، ولا يقيمون حسابا لقتال الرواح، هذا ما تقوله الموازنات الهائلة لتسليح الكيان، وفتح الطريق للتصعيد نحو رفح ولبنان، فقد قالت الدولة العميقة، أن الوقت ليس للحق والحقيقة، بل للمصالح، وأميركا لا تستطيع ان تمالح ولا أن تسامح ولا أن تصالح، وهي مطوقة في الشرق بأزمة تايوان، وفي الوسط بمأزق الكيان، وفي الشمال أوكرانيا تحتضر أمام العيان، وبالمقابل يصعد مثلث روسيا والصين وإيران، وتنهض حركة الشعوب، في الشوارع والحروب، فما يجري في اليمن والعراق وسورية ولبنان وغزة يقول ان العرب الفاعلين ليسوا اغنياءهم، كما تقول تظاهرات الغرب لنصرة فلسطين أن الذين يقودون الناس ليسوا أغبياءهم، ولذلك فإن التوحش سمة المرحلة الجديدة، وحسنا فعل الكيان بتحويله الى عقيدة، وقمع الطلاب في الجامعات الأميركية يشبه القمع في الضفة الغربية، والاتهامات والشيطنة تصيب المقاومة كما تصيب الحركة الطلابية، فأميركا لا تحتمل الخسارة، لكنها بالمقابل لا تستطيع خوض الحرب، ومثلها كل الغرب، وبعد الاستشارة، الأفضل هو البقاء على نصف حرب، وهكذا تشتغل مصانع السلاح، ويتم كسب الوقت، وتستنزف الأرواح، ويخيم الموت، والرهان على ان تتغير الشروط، تحت الضغوط، فتصير فرص لتسويات تريح الكيان واوكرانيا وتايوان، وتضعف محور المقاومة وسورية وايران، كما تضعف روسيا والصين، وتنهي حلم انتصار فلسطين، لكن الأميركي معتاد ان يحلم ويتخيل، وكان دائما يتأمل، فتوهم ذلك في افغانستان، وان لاترد ايران، وهو اليوم يظن انه يلعب وحده، وان احدا لا يملك القدرة على صده، وما دام قد حسم أمره باغلاق طريق الحلول، دون الذهاب الى حرب شاملة، فالمقاومة تقول، انها جاهزة للمنازلة، وفي قلب نصف الحرب تفتح جبهات جديدة، ولن تكون غزة وحيدة، فتقفل موانئ الكيان على المتوسط، وتستهدف منصات النفط والغاز، وربما تكون المقاومة تخطط، لما يبدو اقرب للألغاز، فمن قال ان فتح جبهة الجولان مستحيل، ومن قال ان جبهات مصر والأردن تبقى معطلة، وهل لدى احد دليل، بأن اليمن لن يعلن ان كل المضائق صارت مقفلة، وليجرب الاسرائيلي حظه في رفح، كما جرب في خان يونس ودير البلح، وما دمتم قد اخترتم اختبار الباس، فعليكم تجرع كاس اليأس.
#ناصر_قنديل
2024-04-25 | عدد القراءات 255