حكومة الكيان والمرونة المزيفة
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- منذ بدء الحرب التي قررها الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على غزو تحت شعاري اجتثاث حركة حماس واستعادة الأسرى دون تفاوض، والمقاومة تعد جيش الاحتلال ومن خلفه أميركا بالقتال والصمود حتى إفشال حربهما، وجلبهما الى طاولة تفاوض لا طريق سواها لاستعادة الأسرى، والمقابل هو شروط مقبولة من المقاومة لتبادل الأسرى وإنهاء الحرب على غزة وفك الحصار واطلاق خطة اعادة الاعمار، وفي بنود ولدت مع الحرب، ضمان عودة النازحين الى شمال قطاع غزة وتأمين تدفق المساعدات الإنسانية على سكان غزة.
- تخلت حكومة الكيان عن أوهامها بالقدرة على الحسم العسكري، وسلمت بأن التفاوض طريق إلزامي لاسترداد الأسرى، لكنها لم تفهم بعد كل المعادلات ولذلك تمارس التذاكي والتلاعب بالكلمات والسعي لكسب الوقت، وبعد مناورات كثيرة لاتفاق هدنة وتبادل أسرى، تعلن أنها طورت موقفا ايجابيا تنصح المقاومة بعد اضاعته كفرصة أخيرة، وعند التدقيق في العرض الأخير، نجد أنه جمع تبادل الأسرى بما أضيف بفعل الحرب الى شروط المقاومة، عودة النازحين وتدفق المساعدات، وبينما يضع رقابته المهيمنة على هذين البندين، لا يقترب من موضوع الانسحاب الشامل لقواته من غزة ولا لفك الحصار ولا لاعادة الاعمار.
- المقاومة تعامل بدقة وانتباه مع ملف التفاوض وهي تختار كلماتها، لأنها تعامل مع عروض قدمتها دول تحرص المقاومة على الحفاظ على موقف إيجابي لديها تجاه المقاومة، ولذلك فهي تفضل مناقشة ورقة الاحتلال لا مقترحات مصر وقطر، وقد قدمت حكومة الاحتلال وملاحظاتها على مقترحات المقاومة، وسوف ترد المقاومة على الرد، لكن ما يقوله إعلام الكيان كاف لنعرف ما في رد حكومة الاحتلال، حيث يردد أن حكومته قبلت كل شروط حماس ما عدا وقف الحرب، اي انه يريد ان يحصل على اسراه ثم يستأنف تدمير ما بقي من غزة وقتل من بقي حيا من سكانها، كما قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.
- المرونة التي يتحدث عنها الكيان ويردد الأميركي من ورائه ليست إلا مرونة مزيفة تغيرت فيها الكلمات لتغطية ذات الأفعال، فالحصار باق والاحتلال باق وساعة الحرب بيد الاحتلال عند نهاية التبادل.
2024-04-28 | عدد القراءات 88