صباح القدس للقدر المحتوم، حيث التذاكي لا يثمر ولا يدوم، ومهما كثر اللف والدوران، في مقاربة الحرب بين المقاومة والكيان، فان الواضح حتى الآن، إن أميركا لا تستخدم ثقلها لتفرض التراجع على الاحتلال، لكنها ليست مستعدة للقتال، وتحاول أن تقدم التمويل والتسليح، وأن تستنهض ضغوطا عربية على المقاومة لتقدم التنازلات، ووزيرها يصول ويجول ورئيسها يصرخ ويصيح، ملتزمون بأمن وتفوق اسرائيل في المفاوضات، وكل تجميل للعروض أو مشروع تصحيح، يجب ألا يتحول في وضع الكيان إلى هزيمة، رهانا على تكرار الهدنات القديمة، وها هو الكونغرس يتعامل كالوحوش مع الطلاب، ومثلها الشرطة ومكافحة الإرهاب، ويتحدثون عن انتقاد اسرائيل كجريمة، ويؤكدون امتلاك الارادة لدفع بلدهم نحو التوتر والتأزم بكل عزم وعزيمة، ومن الآن يناقشون ماذا سيفعلون لو صدرت مذكرات توقيف، بحق قادة الكيان عن المحكمة الجنائية، ولو كانت أمريكا هي المعنية في موقف ضعيف، لما اتخذوا هذه المواقف العدائية، وبالمقابل دون ضجيج او عويل، في المنطقة محور قادر جبار، مستعد لنصرة المقاومة في غزة وليس لديه عن هذا بديل، مهما كانت التبعات والأخطار، وهو يقول يوميا انه لا يريد حربا كبرى لكنه لا يخاف منها، من البحر الأحمر الى لبنان والعراق وصولا الى ايران، وتثق المقاومة في غزة أنها تستند الى جدار يتقاسم الحمل عنها، وفي نهاية المطاف نحن امام استعصاء، لا مكان لحلول مموهة، وصفقات مشوهة، وتسمى الأشياء بالأسماء، فاما تراجع بائن للكيان او للمقاومة، واحد الطرفين يجب ان يقدم على المساومة، واما منازلة في الميدان، مهما طال الوقت في تذاكي اميركا والكيان، واطالة الحروب والاستثمار على الوقت مشروع المقاومة الأصلي، اما اذا ركبوا رؤوسهم بالذهاب الى الحسم العسكري، بعد الياس من الضغط القطري والمصري، فالمقاومة تصلي، كي يقعوا بشر أفعالهم، وينظروا ما سوف يحل بآلياتهم ورجالهم، وعندها فلينتظروا المفاجآت، من الأرض والسماوات، ويكتشفوا ما سوف يحل بالطائرات، وكيف يكون التوغل البري، وكل ما تحتاجه قوى المقاومة هو المشروعية، وعدم خسارة الشعوب، فان بادروا للحرب الشاملة سقطوا في امتحان الشرعية، واقفلت أمامهم الدروب، وصارت المعادلة، كما في حرب الاندلس ومضيق جبل طارق، اما المنازلة، او هروب منافق، البحر من ورائكم، والمقاومة من امامكم، فاين المفر، عليكم بالبحر فوحده الممر، لتعودوا من حيث جئتم، معادلة التاريخ الجديدة اسمها خسئتم.
#ناصر_قنديل
2024-04-30 | عدد القراءات 333