سميح التايه: تطبيعان

تطبيعان

 

التطبيع من قبل أي دولة عربية أو اسلامية مرفوض في كل الأحوال … ولكنه ، أي التطبيع ، وبالذات بعد المجازر المرتكبة والإبادة الجماعية بحق شعبنا ليس كالتطبيع الذي ارتكب قبل ذلك … التطبيع بعد طوفان الاقصى ، وجرائم الاحتلال غير المسبوقة هو مشاركة في الإبادة الجماعية ضد شعبنا ، وقبول بها ، ويندرج تحت مفهوم إسداء المكافأة لهذا الكيان على جرائمه ، وبالتالي قبول واستحسانٍ ورضىً عما اقترفه العدو بحق شعبنا … ولكن الشعوب العربية والمسلمة في المنطقة ، وبالذات تلك المحيطة بالكيان والتي ارتأت كما يبدو ان تنأى بنفسها ، وتعطي عينًا عمياء للمجزرة التي يقترفها هذا الكيان القاتل بحق شعبنا في غزة ، ظنّاً منها أنها بذلك تتجنّب الانغماس في مشاكل هي في غنىً عنها … هذه الشعوب لا تعي حقيقة مرّة سوف تجد طريقها للتنفيذ الفوري بعد تركيع الشعب الفلسطيني لا سمح الله … لقد تطلّب خلق هذا الكيان إلغاء كامل الشعب الفلسطيني … أما استمرار هذا الكيان فسيتطلّب تحطيم وتقسيم وتشتيت الوجود العربي من خلال الشرذمة واستخلاق كيانات ضعيفة متعادية متنازعة عرقيّاً ودينيّاً ومذهبيّاً … ان قيام الشعوب العربية التي ابتليت بأنظمة آثرت منافعها الشخصية على التصدّي لمهمّة حماية الأمن القومي لهذه الدول … ان قيام هذه الشعوب بأخذ زمام المبادهة ، والوقوف مع الشعب الفلسطيني لاستئصال هذا السرطان القاتل يقع في صميم حماية أمنها القومي ، بل والمحافظة على وجودها من الزوال ، لأن هذا الكيان القاتل ، واذا ما استتبّت له الأمور ، ونجح في تثبيت وجوده على الكلّ الفلسطيني ، ستكون الخطوة التالية بعد ذلك هي تقطيع أوصال كل المحيط العربي كيما يسهل على هذا الكيان بسط سيطرته المطلقة على المنطقة ، وبالذات مصر … فلقد استعبد اليهود في مصر لأربعة قرون ، وذاقوا الأمرّين … وهم يحملون في داخلهم وفي عميق نفوسهم رغبة بالثأر والانتقام… ولن أفاجأ أبدًا بقلاقل داخل مصر لتقسيمها الى اربعة او خمسة دويلات متناحرة متقاتلة متكارهة … احداها عربية مسلمة ، والأخرى قبطية مسيحية ، والثالثة نوبية افريقية … وهلمّجرّا… هذا هو بالضبط ما يخطط له هذا الكيان السرطاني لكل دولة في المنطقة وشعوبها ، لتتم له السيطرة واستعباد شعوبها كما يخططون .

سميح التايه 

 

2024-05-10 | عدد القراءات 272