صباح القدس لرفح تقاتل في الميدان، رأسها مقابل رأس الكيان، وقد صارت المعادلة شديدة الحرج، وبلغ الصعود أعلى الدرج، فإما أن يعلن الكيان الهزيمة، أو يثبت كما يدعي أنه صاحب العزيمة، وانه اتخذ القرار، وحقق الإنتصار، ورفح لن تختلف عن أخواتها، وقد سمع الإحتلال أصواتها، تزمجر من غزة الى خان يونس ودير البلح، وما الذي سوف يتغير في رفح، صحيح انه سوف يقتل المزيد من الأطفال، لكن الصحيح أنه سيفشل مجددا في القتال، ولذلك تدور حول رفح الروايات، وترسم لها الدوائر، فيقول نتنياهو إنها ليست نهاية النهايات، وأنها على مراحل ومربعات، وربما تسهم في تحسين شروط المفاوضات، أو تخفيف الخسائر، ولذلك يقول الأميركي أنه يعارض، ويقول ان على الاسرائيلي ان يفاوض، فالخوف من الفشل سيد الموقف، لأن اللعب مع المقاومة يخوِف، والمزيد من الضغوط العسكرية، قد يجعل الحرب صفرية، يا قاتل يا مقتول، وتنفجر جبهات العرض والطول، من لبنان الى اليمن والجولان، وتقع الواقعة على رأس الكيان، والبدء بالمعركة لا يعني حكما المضي بها الى النهاية، فعلى الطريق ألف حكاية، وألف حبكة تكتيكية، منها التذرع الضغوط الأميركية، للقول إن التضحية بالنصر لأجل العلاقة بالحليف الأكبر، حكمة وشجاعة وأكثر، والزعم بالتالي أن الكيان ليس عاجزا عن الحرب، بل حريص على الحفاظ على علاقته بالغرب، وكذلك استخدام بطء المعركة وشدتها، واستثمار طول مدتها، بالسعي لتحسين شروط الاتفاق، بالخداع والنفاق، والقول للمقاومة انه لا بد من منح الكيان جائزة، وافتراض ان المقاومة سوف تكون جاهزة، لكن كل هذه الأحلام سوف تتبخر، عندما تشتعل النيران وتكبر، فالذي جعل الأميركي يلبي الشروط، ويفهم عدم فعالية الضغوط، هو ما تحقق منه من جاهزية المحور للحرب، اذا جاءت الحماقة من الغرب، وعندها ستكون كل المصالح والقواعد اهدافا مشروعة، وفواتير مدفوعة، وان اراد الغرب تفادي المواجهة المفتوحة، عليه ان يمسك الكيان عن لعبة الأرجوحة، والاختيار بين تسوية بشروط المقاومة، التي لا تقبل المساومة، او الذهاب الى حرب تشعل البحار واليابسة، وقد صارت الحرب مجرد احلام بائسة، وتمنيات يائسة.
#ناصر_قنديل
2024-05-10 | عدد القراءات 152