الاحتلال عاد للحرب من رفح…والمقاومة تديرها من جباليا وتظهر بعض باسها
هنية: في ذكرى النخبة نخوض حرب الاستقلال…والتفاوض في مصير مجهول
المقاومة تضرب في طبريا وترسم خطا موازيا لحيفا…ولبيد: نحن نفقد الشمال
كتب المحرر السياسي
حتى الأمس، كان الكثيرون يعتقدون ان وراء تلويح حكومة الكيان المستمر بخوض معركة رفح حسابات دقيقة لتفوقه، وأن تقديمها كورقة قوة حاسمة على المقاومة تفاديها بتقديم المزيد من التنازلات، في ظل توسل خارجي غربي وأميركي لدى حكومة الاحتلال لصرف النظر عن خوض هذه المعركة، كان تصديقا على هذه الحسابات، بما منح التهديد بمعركة رفح قدرا من المصداقية في حسابات القوة لجيش الاحتلال، ولم يكن ليخطر ببال أحد أن المقاومة التي أظهرت مرونة عالية في التفاوض دون التفريط بثوابتها، كما قالت موافقتها على العرض التفاوضي الأخير الأميركي المصري القطري، الذي بات يتيما بعد رفض حكومة الاحتلال له، قد فعلت ذلك بخلفية مسؤوليتها عن تخفيف معاناة شعبها ما امكن، و بخلفية إظهار حسن نواياها أمام شارع عالمي راغب بإنهاء الحرب، فإن نجح التفاوض تحقق المطلوب مرتين، بانهاء الحرب وتلبية الشروط، وإن لم يحصل ترسملت بهذا التفوق الأخلاقي لتخوض حربها وتظهر بأسها، وتكشف كذب مزاعم الاحتلال وتهديداته حول تفوقه المزعوم.
جاء الاحتلال إلى الحرب مجددا من رفح، واذ به يغرق في جباليا، وتدير المقاومة الحرب على كل الجبهات بكفاءة ومهارة وجسارة واقتدار، ويظهر الاحتلال هشا مشتتا ضعيفا عاجزا، يقتل المدنيين فقط، لكنه يهرب من ساحات القتال، كما حدث في حي الزيتون، وينزف دما غزيرا حيث تنصب له الكمائن، كما حدث في جباليا مساء أمس، مع إعلان الاحتلال مقتل وجرح 20 من جنوده وضباطه مع تفجير المقاومة لمنزل تحصنوا بداخله.
على خلفية هذه الملاحم أطل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية يتحدث في ذكرى النكبة و مرور 76 سنة على اغتصاب فلسطين وإعلان ولادة كيان الاحتلال، مؤكدا ان المقاومة منذ الطوفان تخوض حرب الاستقلال والتحرير، معلنا ان مسار التفاوض في مصير مجهول بعد تضييع الفرصة التي مثلتها موافقة حماس على العرض الذي قدمه الوسطاء، الذي رد عليه الاحتلال بفتح معركة رفح السيطرة على المعبر، وهو لن يدوم، والمقاومة تتكفل باجباره على التراجع وفرض الهزيمة على جيشه في كل الجبهات.
في جبهة لبنان اضافة للعمليات اليومية وما تحققه من حصاد خسائر بشرية و عملياتية بجيش الاحتلال، نقلة جديدة في العمق الجغرافي باستهداف احدى قواعد جيش الاحتلال غرب بحيرة طبريا، حيث تنتشر المنشآت السياحية، بعدما أقفلت تلك التي كانت تنتشر في شمال فلسطين المحتلة، والاستهداف الواقع على عمق 40 كلم من الحدود اللبنانية يرسم خطا أفقيا بين حيفا وطبريا بذات العمق، ويوصل برأي المتابعين رسالة بأن حيفا لم تعد بعيدة عن الاستهداف وفقا لحسابات المقاومة في مقاربة ردودها على تمادي الاحتلال في اعتداءاته على المدنيين او ساتهداف المقاومين، وخط حيفا طبريا يقع على مسافة تعادل مسافة الحدود عن مدينة صور، التي شهدت اغتيال أحد القادة الميدانيين للمقاومة، وفق معادلة "بتوسع منوسع، بتعلي منعلي".
2024-05-16 | عدد القراءات 154