التعليق السياسي 24/5/2024

الصين وتايوان

التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل

- قبل اسبوعين أعلنت واشنطن عن تخصيص 15 مليار دولار لتقديم أسلحة وعتاد حربي لحكومة تايوان، من ضمن قانون بتخصيص 95 مليار دولار موزعة على حلفاء واشنطن في أوكرانيا وتايوان وكيان الاحتلال.

- عمليا قامت واشنطن بتصعيد غير مسبوق لأخذ الوضع في خليج تايوان الى العسكرة، فهي لم ترسل مساعدات تقنية او اقتصادية الى تايوان بل مساعدات عسكرية، ورغم ذلك تملك وقاحة دعوة الصين الى ضبط النفس، والدعوة هنا هي للقبول بالعسكرة الأميركية، والتزام الصمت، وهذا ما يستحيل على الصين قبوله او التجاوب معه.

- تنطلق حكومة بكين في مخاطبة الأميركيين من الاتفاق الصيني الأميركي الذي يجمع طرفي ثنائية الحل السلمي للنزاع مع حكومة تايوان من جهة، وصين واحدة من جهة ثانية، وواشنطن تخرق المعادلتين فتخل بالالتزام بالحل السلمي عندما ترسل السلاح الى تايوان، وتشجع الانفصاليين في تايوان على التمسك بمشروعهم الانفصالي ورفض كل دعوات الوحدة مهما بلغت عقلانيتها وواقعيتها ومرونتها.

- من ينظر الى المشروع الذي اقترحته بكين لتحقيق وحدة البر الصيني مع جزيرة تايوان، يدرك درجة حرص بكين على تفادي النزاع المسلح، فبكين تقول باحتفاظ تايوان بالنظام السياسي والاقتصادي القائمين، والتعبير عن الوحدة بصيغة كونفدرالية تضمن نقل صلاحيات الدفاع والشؤون الخارجية للحكومة الفدرالية.

- الصين مجبرة على الرد على العسكرة بالعسكرة، والقول انها جاهزة لمواجهة أي تداعيات للتسليح الأميركي الجديد لتايوان، وأنها تسيطر على الميدان، وأن الرهان على الإخلال بموازين القوة العسكرية، سواء لدى القادة الأميركيين او قادة تايوان، هو وهم وسراب، وما سوف يفعله هو زيادة التوتر ورفع درجة المخاطر، لكن اليد العليا سوف تبقى لبكين.

- المزيد من التوتر والعسكرة، هي ثمرة السياسات الأميركية في الساحات المشتعلة، من تايوان الى فلسطين الى أوكرانيا، وواشنطن مستعدة للقتال حتى آخر تايواني، لكن بعض العملاء وبعض الاغبياء في تايوان مستعدين لتقديم بلادهم وقودا لمشاريع واشنطن.

 

2024-05-24 | عدد القراءات 88