الدماثة والزهد والتقشف هي السمات المشتركة لكل اولئك الذين يرتقون الى سدّة الحكم في ايران منذ انتصار الثورة الخمينية المباركة … هؤلاء الحسينيون الذين يكرسون ذاتاتهم لخدمة الشأن العام ، ورفع المظالم عن المظلومين والمستضعفين ، وبذل كل وجودهم لمساعدة المحتاجين ونصرة المظلومين وعلى رأس أولئك الشعب الفلسطيني… كان رئيسي واحداً منهم مع نجاد وسليماني وبهشتي وقبلهم جميعًا الإمام الخامنئي … على نهج الامام سائرون لا تغرّنّهم الحياة الدنيا ، يحملون أرواحهم على أكفّهم ، ويسيرون على حافة الموت بلا وجل وبلا خوف وبلا تردد ومن دون جلبة … على نهج الإمام كل هؤلاء الذين ومنذ انتصار الثورة يجهدون بانتهاج هذا النهج المنكر للذات ، والمكرّس لذاته في سبيل الثورة والاسلام وجماهير المستضعفين… قيل لمحمود أحمدي نجاد ذات مرة أنه رجل لا يتسم بالأناقة ، ومنظره يوحي بأنه خدّام وليس رئيس جمهورية ، فكان رده بأنه فعلاً خدام ، وقال … انا أعمل كخادم للضعفاء والفقراء ولا يمكنني ان اشعر بأنني رئيس عليهم … لقد اصيب إدوارد شيفاردنادزة بالذهول حينما اتى الى طهران بعد انتصار الثورة الإسلامية ، كوزير لخارجية الإتحاد السوفياتي آنذاك ، فلقد كان يتوقع ان يرى الخميني جالساً في قصر مهيب ، محاطاً بالورود وبالحرير وبالأرائك المذهّبة ، والسندس والإستبرق … ولكنه وجده جالساً على الأرض ، ويفصل بينه وبينها حصير جاف كاد ان يدمي قدميه حينما جلس هو أيضاً على الأرض مضطراً … وكما قال محمد حسنين هيكل في أحد كتبه ان أكلة الخميني المفضلة كانت قطعة من الخبز الايراني وشريحة من الجبنة البيضاء … هؤلاء هم المحمديون الحسينيون الخمينيون… صورة ننقلها الى اصحاب اليخوت والطائرات الخاصة والقصور الفارهة والعقول الفارغة .
سميح التايه
2024-05-24 | عدد القراءات 87