حالة الجيش "الاسرائيلي " العبيط تنطبق عليها مقولة … تيجي تصيدوا يصيدك … فهو يندفع في رفح كي يحرّر الأسرى من قبضة مقاتلي المقاومة … ولكنه بدلاً من ذلك يفقد بعض جنوده كأسرى جدد لدى المقاومة … الحمدلله… فزيادة الخير خيرين … وضع جيش الكيان القاتل الآن هو مثل وضع الذي وجد نفسه في مستنقع من الرمال المتحركة ، وغطس فيها ، ثم أخذ يتحرك محاولًا انتزاع نفسه منها ، ولكنه كلما تحرك ، غطس أكثر … لا يستطيع ان يبقى ساكنًا لأنه آخذ في الهبوط شيئاً فشيئاً نحو حتفه ، وان تحرك محاولاً انتشال نفسه ، فإنه يغوص بسرعة أكثر … هذا ما فعله "عباقرة " الكيان بجيشهم القاتل … التاريخ يتحدث دائمًا حينما يتحدث عن الشعوب السويّة ، بأن الإنسان في حالة الصراع الوجودي ، يضحي بنفسه في سبيل الوطن ، فالروس والجزائريون ومن قبلهم وبعدهم الفييتناميون والافغان والعراقيون واليمنيون وشعوب أمريكا اللاتينية وأفريقيا ، والآن وبشكل صارخ الشعب الفلسطيني ، نجد الفرد يذيب فرديته في بوتقة المجموع ، ويقوم بالتضحية بذاته ان تطلّب الأمر في سبيل بقاء الأمة ، وفي سبيل حرية وطنه واستقلاله … اما في الكيان العجيب ، فإن نتنياهو على استعداد للتضحية بكل دولته من دون تردد في سبيل مصلحته الشخصية ، والاستمرار في هذه الحرب بدون اي أفق سياسي ، ومن دون أي إنجاز ، وفي ظل هذا التصاعد المخيف في خسائره البشرية حتى لا تتفكك حكومته وتسقط ، ويزجّ به من ثم الى غياهب السجون وبرفقته سارة … في كل التجارب الإنسانية التي قرأنا عنها وتلك التي عايشناها ، تجد المتدينين والعقائديين في كل التجمعات الإنسانية هم من يكون عادة في مقدمة الذين يذودون عن حياض الاوطان ، والأكثر رغبة في دفع ضريبة الدم عن طيب خاطر لحماية الوطن ، وحماية أبناء جلدتهم … إلّا في هذا الكيان الشاذ … فإنك تجد أولئك الذين يعتبرون أنفسهم الأكثر تديّناً واقترابًا من الله ، وهم الحريديم في حالة الكيان اللقيط ، تجدهم يقاتلون الدولة بشراسة حتى لا يصار الى إدخالهم في صفوف الجيش ، ويهددون بالويل والثبور ، وعظائم الأمور إذا ما أقرّ قانون جديد يلزمهم بالتجنّد في صفوفه … كيان غريب عجيب لكأنّي به لا ينتمي الى هذه الإنسانية التي نعرفها .
سميح التايه
2024-06-02 | عدد القراءات 92