إنه الخيال أيها السادة … هكذا أجاب إيرڤن رومل ، ثعلب الصحراء ، وهو يحاول أن يفهم محدثيه عن ماهية تلك المقدرة الفائقة على تحقيق الانتصارات … إنه الخيال أيها السادة … أجلس في عربتي "الماموث" قبل كل معركة كيما استعرض جميع الاحتمالات والسيناريوهات … ليس هذا فحسب ، فأنا أحاول ان أضع الحلول والردود الأفضل لكل هذه الاحتمالات ، حتى لا أفاجأ وأنا في خضمّ المعركة … لذلك فأنا جاهز دائماً لأي احتمال قد يطرأ خارج نطاق الحسبان … علينا أن نمعن في استفزاز خيالنا ، وأن نحضّر انفسنا لكافة الاحتمالات ، ولا نغيّب أي منها ، فنحن بإزاء عدوّ سافل ، لا يمتلك ذرةً من كل ذلك التراث الإنساني لأخلاقيات الحرب … إن عدوّاً كهذا العدو ، بلا خطوط حمراء ، وبلا قيم ، لدرجة أنه يعتبر قتل الأطفال والنساء إنجازاً عسكريًا ، وورقة جيدة في يده لابتزازنا واجبارنا على تقديم التنازلات ، هو عدوّ يستدعي ان نعدّ له إعدادًا كاملًا وبدون ثغرات … تخيّلوا معي لو ان مدنيّينا في غزة ، كان لديهم ما يكفي من الملاجئ الحصينة الجيّدة للإحتماء بها في حالة الحرب … كيف سيكون وضعه ونحن نكبّده خسائر فادحة من خلال تكتيكات حرب الشوارع والأزقة ، خلال الركام من دون ان يمتلك ورقة قتل الأطفال والنساء والشيوخ … ساعتئذٍ نحن لسنا بحاجة لوقف اطلاق النار … وسنستمر معه في هذا النمط من القتال الصفري المتقارب إلى ما لا نهاية ، أو حتى نطحن جيشه طحنًا ، فلا يعود له جيش … إنني أدعو الى استباق الأمور الآن في لبنان وسوريا والأردن وشعوب الطوق بصفة عامة … ليس أكثر من الرمال في بلادنا … أرى الآن وفورًا ، وإن تعذّر الآن إقامة الملاجئ للمدنيين إلّا في نطاق ضيّق ، ولربما يتطلب الأمر وقتًا طويلاً … أرى الإفادة من كثرة الرمال في بلادنا… فأكياس الرمال إذا ما استعملت بطريقة فعالة فإنها ستشكّل ملاجئ فوق الأرض … عدد سكان ضاحية بيروت الجنوبية حوالي المليون إنسان … يستطيعون ملء ما لا يقل عن 5 ملايين كيس رمل يومياً ، أو 150 مليون كيس رمل في الشهر … هذه الكمية تكفي لإنشاء ملجأ فوق الأرض ل 30 ألف بيت … ومواصفات الملجأ الذي أقترحه فوق الأرض هي كالتالي … حفرة بعمق مترين ، وعرض أربعة أمتار ، وطول خمسة أمتار ، تغطّى بعد حفرها بألواح سميكة من الحديد أو أي معدن صلب آخر ، ثم تغطّى بعد ذلك بأكياس الرمل بسماكة 15 او 20 كيسًا ، وتستطيع عائلة من خمسة أو ستة أفراد اللجوء اليها في حالات القصف ، ويمكن تزويد هذه الغرفة بمياه الشرب وبعض المأكولات وبعض متطلبات الحياة والإسعاف والأوكسجين وما إلى ذلك … وأنا أقترح اجراء تجربة على ذلك في أحد الحقول او المناطق الخالية ، ثم القيام بقصف هذه الغرفة المقترحة باكبر كمية من القذائف أو الصواريخ كي نتأكد من مدى قدرتها على التحمّل وحماية القاطنين فيها ، ثم إجراء التعديلات اللازمة تبعًا لذلك .
سميح التايه
2024-06-04 | عدد القراءات 91