واشنطن تسعى لتوريط مجلس الأمن بقرار يتبنى نص بايدن والضغط على حماس
مجلس حرب الكيان بين نقل ثقل الحرب شمالا والخشية من الفشل وخسارة غزة
المقاومة جاهزة للحرب إذا أرادها الاحتلال…وخفض التصعيد بالتزامه بالضوابط
كتب المحرر السياسي
بكل وقاحة تتوجه واشنطن إلى مجلس الأمن بطلب تبني قرار يدعم بيان رئيسها جو بايدن وتسميه اتفاقا، يفترض أنه جاء وفق مقترح كيان الاحتلال الذي ينكر أبوه المقترح ويصف كلام الرئيس جو بايدن بغير الدقيق، و يتمسك برفض أهم بند فيه وهو أن المقترح يقوم على وقف نهائي للحرب، والكيان شريك أول في هذا المسمى اتفاق لا يوافق عليه، فتقول واشنطن لا حاجة لموافقته فهو صاحب المقترح، والهدف الإضاءة على المقاومة كمعرقل للحل بهدف طلب الضغط عليها للموافقة، وكيف يستقيم طلب الضغط على طرف فيما يسميه المشروع اتفاقا، فإن لم يكن موافقا لا يكون هناك اتفاق، والموافقة على ماذا، على تسليم الأسرى للكيان دون المطالبة في القرار بالإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين، ودون ضمان وقف نهائي للحرب في نصوص ما يفترض أنه اتفاق، والاكتفاء بكلام رئيس أميركي قد لا يبقى رئيسا بعد شهور ويأتي خلفه ويقول انا لا اعترف بالتزامات من سبقني، وقد سبق أن فعل ذلك بما هو أهم من مجرد كلام، فقد مزق الرئيس السابق دونالد ترامب اتفاقا وقعت عليه خمسة دول أخرى مع إيران على ملفها النووي وصادق عليه مجلس الأمن.
مصدر دبلوماسي قال ان المشروع هو اهانة لمجلس الأمن، بعدم تضمينه تفعيل آليات المساءلة على الجرائم المرتكبة بحق الأطفال والنساء، وعدم تضمينه إلزام جيش الاحتلال بالانسحاب الشامل من غزة وفك الحصار عنه، وتوقع المصدر أن تكون موسكو وبكين جاهزتان لاستخدام الفيتو بوجه مشروع القرار الأميركي وأن تتقدما مع دول أخرى في طليعتها الجزائر بمشروع بديل يتضمن نصوصا واضحة وفق معايير القانون الدولي.
على جبهات القتال مزيد من المواجهات التي تخوضها قوى محور المقاومة من غزة الى لبنان والعراق واليمن، لكن الجديد هو حال الذعر التي يعيشها الكيان من انهيار قوة ردع جيشه في شمال فلسطين المحتلة حيث كل شيء يقول أن اليد العليا للمقاومة، فهي تسيطر على الأجواء وهي تفرض قواعد الاشتباك، والمستوطنون مهجرون، والاقتصاد معطل، والجبهة تتسع والنيران تشتعل، وقد انعقد مجلس حرب الكيان في ظل صيحات الحرب، وشهد دعوات لنقل ثقل المواجهة إلى الشمال، لكن العسكريين قالوا إن هذا يمكن أن ينتهي بفشل من جهة وأن يتسبب بخسارة غزة من جهة موازية.
المقاومة من جهتها تعاملت مع التهديدات الاسرائيلية وفق معادلة قوامها ثنائية، أن التصعيد يعود إلى تجاوز الاحتلال الضوابط التي وضعتها منذ بداية المواجهة، وهي عدم التعرض للمدنيين وعدم الذهاب الى أبعد من الجبهة الأمامية بالمدى الذي ترسمه المقاومة، ووصفة خفض التصعيد هي بالعودة الى هذه الضوابط دون عنتريات، وبالمقابل إذا أراد الاحتلال الذهاب الى الحرب الشاملة، فإن المقاومة التي لا تسعى الى هذه الحرب جاهزة لخوضها ولا تخشاها وقد أعدت لها عدتها، كما قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.
2024-06-05 | عدد القراءات 86