بأيديهم وبممارساتهم وبدمويّتهم وجرائمهم سيشيّدوا بناء الهولوكوست الثاني … لم نناصبهم قبل ارتكابهم لكل هذه السفالات والجرائم عبر قرن من الزمان ، لم نناصبهم أي عداء … وكانوا يعيشون بين ظهرانينا بلا منغّصات وبلا تفريق وبقبول من دون اي تمييز أو اجتزاءٍ لحقوقهم ، أو المسّ بفرادتهم وطقوسهم الدينية … فارتكب بحقّهم ما ارتكب في أوروبا ، وليس في بلادنا … فأتوا إلينا وقد تأبّطوا كل شرور الأرض ليرتكبوا بحقنا جرائم لم تشهد لها الإنسانية مثيلاً ، إنتقاماً مما فعلته بهم أمم أخرى… فهل تزر وازرةٌ وزر أخرى …؟ إنسان ملتبس مشوّه الفكر والعقيدة ، ضالّ غارق في ضلاله ، يسيء لمن يحسن إليه ، ويتآخى ويتآلف مع من أضرم النار في وجوده وأحاله الى هشيم … سيجعل منهم شعب غزة ، حين يحين الحين ، وتأتي ساعة الانتقام ، سيجعل منهم فتاتًا ومزقاً … الصحيح أن "إسرائيل " ليس فيها أبرياء … تلك هي الحقيقة … خاصة والاعلام يزخم بمثل إحدى عاهراتهم ، والأرجح أنها قدمت إلى "ارض الميعاد " من بولندا أو أوكرانيا ، وهي تصرخ بأعلى عقيرتها ، أن غزة لها … وحينما يخرج علينا معتوهيهم من كافة الاعمار وكافة الألوان والنحل ، ليقولوا ان غزة ليس فيها أبرياء ، وهي دعوة صريحة للإبادة الجماعية … يقال هذا الآن على الملأ ، وعلى رؤوس الاشهاد … وهو بمثابة عقيدة معتنقة تنضح بها ألسنتهم القذرة ، وأصبحوا حتى وبعد طوفان الاقصى لا يواروها ولا يستروها … عقيدة صدئة فاسدة فاجرة ، لا تدل إلّا على المدى الذي وصلت إليه هذه الفئة النتنة من البشر في مروقها وفي خروجها عن أي سياق إنساني متعقّل … ان أحدًا لن يستطيع ان يوقف جحافل المتدفقين من محور المقاومة عبر الحدود ، وفي الخلال من الديار من ان يقتلع هذا السرطان من الشأفة … فلا يبقي من أمرهم شيئًا ، حتى لا تبتلى الإنسانية مرةً أخرى اذا ما ترك أي من وجوده قيد الحياة .
سميح التايه
2024-06-06 | عدد القراءات 113